صحفيات إفريقيات يناقشن دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي

تحت شعار “الاستعجالية المناخية.. وسائل الإعلام الإفريقية فاعل رئيسي في التغير المناخي”، تلتئم حوالي 300 صحفية من المغرب ومن دول إفريقيا، بمدينة الدار البيضاء، ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى “بانافريكان (Les Panafricaines) “، وذلك يومي 6 و7 مارس المقبل.
وأوضحت اللجنة المنظمة، خلال لقاء صحفي، عقدته بمدينة الدار البيضاء يوم الثلاثاء الماضي، أن إشكالية التغيرات المناخية أضحت موضوعا رئيسيا يشغل بال الرأي العام بالقارة الإفريقية، وعنصرا حاسما ومفصليا في تحديد مسارات التنمية للشعوب الإفريقية وبالتالي مستقبل القارة ككل. خاصة، يضيف نفس المصدر، أن القارة الإفريقية تعد أول ضحية للتغيرات المناخية التي يشهدها عالمنا، وذلك على الرغم من أن حصتها ضمن المساهمين في الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة لا تتجاوز 4 بالمائة.
ومن بين 10 بلدان مصنفة عالميا على أنها الأكثر تهديدا بالانحباس الحراري، هناك 7 بلدان افريقية وهي؛ سيراليون، جنوب السودان، نيجيريا، التشاد، إثيوبيا، إفريقيا الوسطى، واريتيريا. لذلك، وبدون إجراءات استعجالية وتدخلات فورية، سيكون من الصعب جدا على الدول الإفريقية التكيف والتأقلم مع الانعكاسات المستقبلية لهذه التغيرات، في ظل احتمالات تزايد الصدمات والتوترات، مما يفرض التفكير في سياسات جديدة تعتمد تطوير الطاقات المتجددة وحماية المجموعات المهددة والحد من التلوث ومن استنزاف الموارد.
وأكد كل من سليم الشيخ المدير العام للقناة الثانية، وخديجة بوجنوى وفتيحة العوني، عضوتا لجنة المناصفة والنوع الاجتماعي بالقناة وعضوتا اللجنة الدائمة لمنتدى “بانافريكان”، أن هذه التحديات تفرض على وسائل الإعلام كذلك لعب دور استباقي في التأثير على المسؤولين من جهة، وكذا إطلاع المواطنين وتمكينهم من التفاعل الإيجابي مع الظاهرة، من جهة ثانية.
وأضافوا خلال تدخلاتهم ضمن اللقاء الصحفي ليوم الثلاثاء، أن التغطية الإعلامية الجيدة للمواضيع المرتبطة بالتغير المناخي كفيلة بتزويد عموم المواطنين بالخبر اليقين، وتقوية استقلاليتهم وإقناعهم بتغيير سلوكاتهم إلى الأفضل للتكيف مع تلك المتغيرات. كما أن وسائل الإعلام قادرة على توفير المعلومة الصحيحة لصناع القرار ومساعدتهم على بلورة سياسات أكثر نجاعة وفعالية.
ولهذا الغرض، من المقرر أن تنكب أزيد من 300 صحفية من دول القارة الإفريقية، رفقة ثلة من الخبراء وممثلي المؤسسات العمومية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، خلال الدورة الثالثة لمنتدى “بانافريكان” على مناقشة كيفية تعبئة الوسائل الإعلامية الإفريقية للعب دورها كاملا في خلق نقاشات عمومية حول التغيرات المناخية وآثارها على البلدان الإفريقية، في أفق بسط رؤية واضحة لسبل مواجهتها.
كما يهدف منظمو التظاهرة إلى المساهمة في تعزيز قدرات الصحفيات الإفريقيات الراغبات في تطوير خبراتهن حول المواضيع المناخية والبيئية، وذلك في إطار مقاربة تضامنية وتشاورية.
ومن المنتظر أن يخصص اليوم الأول للمنتدى لتبادل الخبرات ووجهات النظر ضمن عدد من الورشات الموضوعاتية، فيما سيتم خلال اليوم الثاني تدارس نتائج أشغال الورشات وتقديم مخططاتها المقترحة من أجل بلورة مخطط عمل شبكة النساء الصحفيات “بانافريكان” للمرحلة القادمة.
يذكر أن شبكة الصحفيات الإفريقيات “لي بانافريكان”، التي أحدثت سنة 2016 بمبادرة من لجنة المناصفة والنوع، التابعة للقناة الثانية، تطمح إلى إبراز وتقوية دور المرأة الصحفية الإفريقية في المعالجة الإعلامية المسؤولة والناجعة لقضايا المجتمعات الإفريقية وكذا المساهمة في التفاعل مع مختلف القضايا الكونية.

> سميرة الشناوي

Related posts

Top