صراع الشمال والجنوب

بعد 20 دورة من منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم، والتي تسمى احترافية، بدأت تلوح في الأفق خريطة الصراع حول لقب هذا الموسم، وظهور إمكانية تحديد أسماء الفرق التي ستتصارع لكسب هذا الاستحقاق الوطني.
فعلى غير العادة، تتمسك فرق يمكن اعتبارها جديدة على المقدمة بكامل حظوظها، في حين تراجعت الأندية التقليدية للصفوف المتأخرة، ومنها الوداد والرجاء البيضاويين والجيش الملكي، وكلها فرق استطاعت من قبل الظفر باللقب لمرات عديدة، بينما يحافظ فريق الدفاع الحسني الجديدي على حضور دائم ضمن كوكبة المقدمة، دون أن يمتلك النفس الطويل الذي يسمح له بالمنافسة بقوة للحصول على أول لقب في تاريخ هذا الفريق العريق.
فعلى غير العادة يتمسك فريق اتحاد طنجة بالمقدمة، والتي انتزاعها من حسنية أكادير الفائز بقلب الخريف، وتفصل بين الفريقين ثلاث نقط، وكل منهما أعد العدة للمنافسة بقوة إلى آخر دورة، دون أن نلغي حظوظ الرجاء صاحب الرتبة الثالثة، بفارق نقطتين عن أكادير وخمسة عن طنجة، إلا أن المشاكل المتعددة التي يعاني منها، قد لا تسمح له بركوب التحدي، ومقارعة أقوياء بطولة هذا الموسم.
فصراع الشمال والجنوب المتجسد في اتحاد طنجة وحسنية أكادير، يكتسي طابع الإصرار من الجانبين، ويتضح ذلك من خلال الهدوء الذي يعرفه الفريقان والدعم الملحوظ من طرف بعض الفعاليات الاقتصادية المنتمية للمنطقتين الغنيتين بمواردهما الطبيعية والصناعية، ويتبين ذلك أيضا من خلال الحضور النوعي والوازن الذي تعرفه بعض المباريات.
ويبقى إصرار اتحاد طنجة أقوى وأكبر بحكم أن هذا الفريق لم يسبق له أن فاز بأي لقب لا على مستوى البطولة أو الكأس، رغم الإمكانيات المالية المهمة التي كان يتوفر عليها في الماضي، وجلبه للعديد من نجوم كرة القدم الوطنية في السابق، إلا أن كل هذا لم يكن كافيا للظفر بأي لقب.
في المقابل، فقد استطاعت الحسنية الحصول على لقب الدوري في موسمين متتاليين (2001-2002 و2002-2003)، تحت قيادة المدرب محمد فاخر، ومنذ ذلك اختفى ممثل عاصمة سوس عن الأنظار وتوارى عن الأضواء وتحول من فريق بطل إلى فريق عادي يعاني في الصفوف المتأخرة، وبالكاد يحافظ على مكانته بالقسم الأول.
والملاحظ أن الفريق الأكاديري استطاع خلال السنوات القليلة الماضية، تحقيق قفزة نوعية على مستوى الأداء وتقديم الفرجة، وضمان نوع من الاستقرار الإداري والتقني وهذا ما مكنه من ضمان توازن مكنه من التطلع للمنافسة هذا الموسم على اللقب.
صراع الشمال والجنوب يطبع منافسات بطولة هذا الموسم، ولا نعتقد أن أي فريق يمكنه التخلي بسهولة على مطمحه المشروع، وهذا المعطى إيجابي إلى حد كبير لكونه يوسع خريطة الممارسة على الصعيد الوطني، ويزيد من عدد الفرق المنتمية لما يمكن أن نسميه بـ “كبار كرة القدم الوطنية”.

محمد الروحلي

Related posts

Top