صور أخرى صادمة من الرباط

كشف الرأي العام الوطني، خلال الأيام الأولى لفترة التخفيف من إجراءات الحجر الصحي، بمدن مغربية من بينها الرباط، صورا صادمة تظهر الحالة السيئة التي أصبح عليها عشب مركب مولاي عبد الله بالرباط.
أظهرت هذه الصور/ المسربة الأسبوع الماضي، الحالة جد السيئة لأرضيته، وتغيير لون العشب، حيث أصبح يميل أكثر إلى الاصفرار ، مع ظهور الفراغات في مناطق مختلفة من الملعب.
ومن حسنات هذا التسريب الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام الوطنية، تفضل وزارة الشباب والرياضة، بالإسراع إلى تغيير عشب الملعب، وإصلاح الأضرار التي تعرض لها، حيث تم تكليف لجنة تقنية مختصة، مهمتها تغيير الأرضية، حتى يكون الملعب جاهزا لاستضافة مجموعة من المواعيد الدولية والوطنية الكبرى.
والغريب حقا، أن تكون حالة هذا المركب الشهير بهذه الوضعية المقلقة، رغم الإغلاق الطويل الذي عرفه، وتوقف مباريات الدوري المحلي بسبب وباء “كوفيد-19″، لمدة فاقت ثلاثة أشهر، مما يؤكد أن هناك إهمالا كبيرا، وغيابا فادحا للصيانة، وانعدام المتابعة اليومية المستمرة.
وحسب مصادر صحفية، فإن السبب يعود للفراغ الإداري الذي تعرفه إدارته، منذ مغادرة سميرة حمامة منصبها كمديرة للمركب.
يحدث هذا قبل أسابيع معدودة من احتضان هذا الملعب لتظاهرات كبرى من بينها، مباراتا نصف نهاية ونهائي كأس الاتحاد الإفريقي، ونهائي كأس محمد السادس للأندية البطلة، بالإضافة إلى مباريات فريق الجيش الملكي المتبقية من الموسم الحالي، والتي من المقرر أن تستأنف بداية من الرابع والعشرين من الشهر الجاري، حيث سيستقبل الفريق العسكري بهذا المركب، فريق مولودية وجدة برسم الدورة “22”.
هذه هي الوضعية حاليا بمركب الرباط، كثيرا ما صدم الجميع بسوء أحواله، والكل يتذكر فضيحة ما اصطلح عليه بـ “الكراطة” خلال كأس العالم للأندية 2014، والتي أصبحت حديث الخاص والعام، ومختلف الأوساط الرياضية على الصعيد الدولي، والذي نتج عنها إعفاء وزير الشباب والرياضة السابق محمد أوزين من مهامه.
يومها، ساد الاعتقاد بأن الأمور ستعرف سيرها العادي مستقبلا، خاصة بعد هذه الهزة العنيفة التي عرفتها الوزارة، بسبب هذه الفضيحة التي أدت إلى تدخل حاسم لأعلى سلطة عليا بالبلاد، إلا أن لا شيء تغير، ولازالت الأمور كما كانت عليه، إغلاق وراء إغلاق، بلاغ يكذب بلاغا، صور مستفزة تثير استغراب المتتبعين.
وحتى عندما أكدت الوزارة في السابق، أنها قامت بجلب عشب جديد للمركب من إسبانيا، والذي قيل بأنه يتميز بتكيف مع الأجواء المناخية بالمغرب، إلا أنه سرعان ما تعرض للتلف، ليعود إغلاقه في كل موسم، ويتبين أن عمليات الإصلاحات المتكررة، لا تحقق المنتظر منه، حتى لو تم جلب العشب، من كل دول العالم، لسبب بسيط يتجلى في سوء تدبير وغياب الصيانة بطرق علمية سليمة وحديثة.
مبالغ كبيرة خصصت لعمليات الإصلاح المتتالية لهذا المركب التاريخي، تقدر بالملايير، ورغم ذلك، فإنها لا تحقق الهدف منها، والأمر يتكرر في العديد من المناسبات، وهذا يتطلب وضع حد للطرق المتبعة التي لم تحقق المطلوب، وهذا يمر عبر فرض مراقبة صارمة حول أوجه صرف هذه الميزانيات، وكيف تمر هذه الصفقات؟ وهل تستوفي الشروط التقنية والخبرة الأساسية المتبعة في عمليات الإصلاح؟.
كل هذه الأسئلة وغيرها تطرح في كل مرة يتم فيها إغلاق ليس فقط مركب الرباط، بل أكبر الملاعب على الصعيد الوطني، كما هو الحال بالنسبة لمركب محمد الخامس، والسبب دائما هو التلف الذي يتعرض له باستمرار هذا العشب الذي تحول حقيقة إلى لغز محير.

محمد الروحلي

Related posts

Top