ضد الفراعنة…

أفرز دور ثمن النهاية، مواجهات قوية في ربع النهاية، ولعل أبرزها تلك التي ستجمع الأحد القادم “أسود الأطلس” بفراعنة مصر، مواجهة بطعم عربية، وبنكهة شمال إفريقية، بالكثير من الخصوصيات، تعد بالندية والإثارة، وكل عناصر التشويق…
الأكيد أن المباراة لن تكن أبدا سهلة للطرفين، تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، وأي منتخب تمكن من العبور نحو دور النصف، لن يكن ذلك بالأمر السهل، ولا بواسطة العلامة الكاملة.
فحضور ثلاثي دول شمال إفريقيا الممثل في المغرب، تونس ومصر، يعد بحق إنجازا لافتا، أنصف مدراس عريقة، وهو ما يتماشى مع البروز السنوي القوي، لأندية هذه الدول، على مستوى المسابقات الخاصة بالفرق.
ويعد وصول المنتخب المغربي لدور الربع، تتويجا للمجهود المبذول بمختلف هياكل كرة القدم على الصعيد الوطني، مجهود يبقى في حاجة إلى نتائج على مستوى المنتخبات، خاصة منتخب الكبار، قصد إعطاء دفعة قوية لعجلة الإصلاحات، والأوراش المفتوحة على أكثر من صعيد، وأكثر من جهة…
فالسنوات العجاف التي عاشتها كرة القدم الوطنية، رغم مرور أجيال من اللاعبين المتميزين، خلفت الكثير من الآثار السلبية على جميع المستويات، رغم توفر كل متطلبات التألق والإبهار، ليس فقط قاريا، بل حتى دوليا، لكن جزئيات صغيرة، كانت أحيانا تعيق المسار، وتزج بكل مكونات، وسط دوامة الأزمة الطاحنة.
فأمام تعدد حالات الإخفاق أصبح مجرد التأهل للدور الثالث، حلم صعب المنال، لم يتحقق منذ تونس سنة 2004، وهى الدورة التي وصل خلالها “أسود الأطلس” للمباراة النهائية، وخسروها بكثير من المرارة أمام منتخب تونسي، حالفه كالعادة الكثير من الحظ، العامل الذي قاده وما يزال يقود نسور قرطاج إلى تحقيق النتائج الإيجابية، وهي الخاصية التي ترافقه تاريخيا، ليس فقط فوق أرضية الملعب، بل حتى على مستوى عميلة القرعة، فعادة ما جنبه وتجنبه، الاصطدامات القوية…
سيواجه الفريق الوطني منتخب مصر في مباراة فاصلة، تعبر بالفائز نحو مرحلة النصف، بحضور محمد صلاح المعول عليه لقيادة منتخب بلاده، نحو ثامن مكسب قاري في تاريخه، لكن هناك في مقابل، منتخب مغربي كله ثقة وحماس، يعتبر الروح الجماعية نجمه الأول، حتى في وجود المتألق أشرف حكيم.. النجم الكبير الذي يضع قيمته وخبرته في خدمة المجموعة.
متسلحا إذن بمقومات روح الأداء الجماعي والاستماتة، والنفس الطويل، ستجد عناصرنا الوطنية نفسها، أمام منتخب يمتلك نفس الطموح، تعود على مناقشة حظوظه بالدوار المتقدمة قاريا، وكل الأمل ان تسجيل عودة موفقة للاطلس الشامخ، وتحقيق انجاز تاريخي افتقدته كرة القدم المغربية، منذ 18 سنة خلت.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top