ضرورة الاستمرار في اليقظة و… التلقيح

ينشغل العالم كله هذه الأيام بالتراجعات الواضحة في الأوضاع الوبائية بعدد من البلدان الأوروبية وغيرها، وأيضا بظهور متحور جديد (أوميكرون)، أعلنت عنه مؤخرا منظمة الصحة العالمية، ووصفته بأنه «مثير للقلق».
وتفاعلا مع هذه المستجدات السلبية، وبسبب تغير الطقس كذلك، واصل المغرب، على غرار دول أخرى، اتخاذ تدابير احترازية وإجراءات للحد من دخول الحالات المصابة بالمتحور الجنوب إفريقي الجديد، ويؤكد المختصون والخبراء أن هذه التدابير هي وحدها الكفيلة بالتصدي للحالات الوافدة من الخارج.
صحيح أن فئات واسعة من شعبنا، على غرار ما يحدث في كل الدنيا، أرهقتها الإجراءات الوقائية وقرارات الإغلاق، وتضررت كثيرا من تداعيات الجائحة، ومن ثم لم تعد في سلوكها اليومي تبالي بالمخاطر المحدقة بنا كلنا، ولكن ما يجب أن يدركه الجميع، هو أن خطر هذا الوباء القاتل لا زال قائما ويتربص بالناس ويودي بالأرواح.
وبالرغم من استقرار وضعنا الوبائي الوطني بشكل عام في الفترة الأخيرة وتحسن مؤشراته، فإن المخاوف مشروعة، وخصوصا جراء ما تشهده بلدان في محيطنا الأوروبي أساسا.
لقد نجح المغرب فعلا، وبشهادة العالم برمته، في تدبير المعركة ضد كوفيد 19، ونجح أساسا في توفير اللقاح بالكميات الكافية وبالمجان، وهذا لم يكن إنجازًا بسيطا، خصوصا إذا استحضرنا ما تعانيه العديد من المجتمعات إلى اليوم بهذا الشأن، ولكي نثمن هذا المجهود الكبير، ونستطيع الوصول إلى تحقيق مناعة جماعية واسعة لشعبنا، يجب الإقبال المكثف والسريع على التطعيم.
اللقاح، بحسب أغلب خبراء الدنيا، هو السلاح الوحيد المتوفر حتى اليوم لمواجهة الفيروس، وللحد من خطر ظهور متحورات جديدة.
وبالإضافة إلى التلقيح بالجرعات الضرورية، يجب أيضا أن نستمر كلنا في التحلي باليقظة، والتقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية في حياتنا اليومية، وعدا هذا، ليس هناك حل آخر عبر العالم برمته.
من المؤكد أن السلطات الصحية والإدارية مطالبة بتمتين التوعية والتنوير والتحفيز عبر كل الطرق لتقوية إقبال الناس على مراكز التلقيح، ومن المؤكد كذلك أن الحكومة مدعوة لإبداع حلول للمعضلات الاجتماعية والحياتية الضاغطة، وذلك بما يشيع الاطمئنان وسط الناس، ويحفزهم على الثقة في برامج الدولة ومبادراتها، ولكن من الضروري أيضا، وبنفس القوة، أن نتحمل جميعنا مسؤوليتنا المواطنة، فرديا وجماعيا، وأن نتصدى لخطابات الدجل والخرافة والإحباط، وألا نسمح بتفشي اللامبالاة والعدمية والجهل، وأن نتعبأ لحفظ صحة شعبنا وسلامته، ولنساعد بلادنا على تحقيق التعافي الكامل واستعادة الإيقاع الطبيعي للحياة المجتمعية في أقرب وقت، ولن يتحقق ذلك من دون تلقيح عام وشامل وسريع وكامل…

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top