ضعف مردودية الأراضي الفلاحية يعوق النمو الاقتصادي بإفريقيا

أكد المشاركون في الدورة العاشرة لمنتدى الأسمدة بإفريقيا “أرغيس أفريكا فيرتيلزير” الذي يعد أكبر حدث مخصص للأسمدة والفلاحة بالقارة، بمراكش، أن ضعف مردودية الأراضي الفلاحية يشكل عائقا أمام تحقيق النمو الاقتصادي والأمن الغذائي بإفريقيا.
وأبرزوا خلال هذا المنتدى، المنظم على مدى ثلاثة أيام، أن إفريقيا مدعوة إلى الرفع من استخدام الأسمدة لضمان أمنها الغذائي والقضاء بشكل نهائي على المجاعة والنقص في الغذاء.
وقال وزير الفلاحة التنزاني جافيت هاسونغا، إن إفريقيا مدعوة إلى الرفع من انتاج أراضيها الفلاحية حتى تكون قادرة على توفير الغذاء لـ 2.5 مليار نسمة في أفق 2050، مشيرا إلى أن الزيادة في الإنتاج في القطاع الفلاحي يمر عبر تعميم استخدام الأسمدة بإفريقيا وتمكين الفلاحين بالقارة من الحصول على الأسمدة.
وبعد أن أشار إلى أن 65 في المائة من الساكنة ببلده تعتمد على الفلاحة في معيشها، سجل الوزير التنزاني أن النمو الفلاحي يحد منه ضعف مردودية الأراضي الفلاحية.
من جانبها، أبرزت مندوبة الاتحاد الإفريقي للاقتصاد القروي والفلاحة، جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، أن القارة تستهلك حاليا ما يقارب 8 كيلوغرامات من الأسمدة في الهكتار الواحد، مضيفة أن دولا مثل كينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وبلدان شمال إفريقيا وتنزانيا وأنغولا تقترب من الدول المتقدمة في هذا المجال.
ومن أجل رفع تحديات الأمن الغذائي والمجاعة، تقول المتحدثة، فإن إفريقيا مدعوة إلى تكثيف استعمال الأسمدة والمواد المخصبة للتربة والانتقال إلى 50 كيلوغرام في الهكتار الواحد كما أوصى بذلك قرار لقادة الدول والحكومات الإفريقية بأبوجا 1.
من جهته، أبرز المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط – إفريقيا، كريم لطفي صنهاجي، انخراط المجموعة من أجل تحقيق التحول الفلاحي بإفريقيا عبر اعتماد مقاربة القرب من أجل مواكبة أفضل للقطاع الفلاحي بالقارة.
وقال في هذا السياق، إن المجموعة قامت بأنشطة متميزة لضمان الأمن الغذائي بالقارة والنهوض بالفلاحة الاستثمارية وتحسين ظروف عيش الساكنة الإفريقية، والتي توجت بتحسين إنتاج الذرة بـ40 في المائة بنيجيريا على سبيل المثال، داعيا إلى تبني مقاربة شمولية ومندمجة للقيام بتغييرات في المجال الفلاحي.
واستعرض بهذه المناسبة المقاربة القارية للمكتب الشريف للفوسفاط القائمة على الاستخدام المعقلن للأسمدة من أجل فلاحة أكثر عصرنة وذات مردودية عالية ومستدامة.
وسجل أنه في الوقت الذي تتوفر فيه إفريقيا على 60 في المائة من الأراضي غير المزروعة بالعالم وعلى قطاع فلاحي يتكون بالأساس من ضيعات صغيرة وأن 80 في المائة من الاستغلاليات الفلاحية تشغل أقل من هكتارين، تقوم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بالعديد من البرامج للمواكبة تستهدف بشكل مباشر الفلاحين وتقترح عليهم منتوجات ملائمة لتربتهم وفلاحتهم.
يشار إلى أنه منذ إطلاقه بالمغرب سنة 2010، أضحى منتدى الأسمدة بإفريقيا “أرغيس أفريكا فيرتيلزير” أول منصة قارية للتبادل في مجال الأسمدة والتنمية الفلاحية.
وعرف هذا الحدث مشاركة أزيد من 500 فاعل في القطاع وخاصة المنتجين العالميين والموزعين الإقليميين والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية.

Related posts

Top