طالما بقي الإحسان.. التبرع بالدم بادرة نبيلة تنقذ الأرواح

في كل ستة أشهر، تحرص سميرة، وهي شابة تتلقى تكوينا في التمريض، على التوجه رفقة بعض الأصدقاء إلى مركز تحاقن الدم في الرباط، للتبرع بدمها، في بادرة بسيطة ولكنها ثمينة لإنقاذ الأرواح ومساعدة المرضى.
وأوضحت سميرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فصيلة دمها هي “+o”، لذلك يمكنها التبرع لمرضى من مختلف فصائل الدم، ليضفي بذلك سخاؤها معنى على اليوم الوطني للتبرع بالدم (5 دجنبر)، الذي تم إقراره بالمغرب من أجل التوعية وتشجيع المواطنين على إظهار الإيثار تجاه أولئك الذين هم في حاجة ماسة لهذه المادة الحيوية.
ووعيا بواقع مخزون الدم على المستويين الجهوي والوطني، لكونها ترتاد بانتظام مركز تحاقن الدم، تناشد سميرة “جميع الأشخاص من مختلف فصائل الدم الإقبال على هذا الإحسان”.
وأكدت سميرة أن التبرع بالدم يمكن أن يساعد الكثير من الأشخاص، وخاصة المرضى وضحايا حوادث السير.
فمنتجات الدم، التي لا يمكن تعويضها وتعتبر الحيوية، تستعمل في حالتين رئيسيتين، هما حالات الطوارئ (نزيف، حوادث سير وعمليات جراحية) والاحتياجات المزمنة (أمراض الدم والسرطان).
ولكن، هل التبرع بالدم يكون بدون مخاطر؟ وهل يمكن لأي شخص التبرع بالدم؟ منظمة الصحة العالمية تعطي إجابات واضحة ودقيقة عن هذه الأسئلة، لتشجع بذلك جميع الأشخاص القادرين على أخذ زمام المبادرة والقيام بهذه البادرة الكريمة التي يمكن أن تنقذ أرواحا كثيرة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن لمعظم الناس التبرع بالدم إذا كانوا في صحة جيدة. ومع ذلك، هناك معايير أساسية يجب أن تتوفر حتى تصبح متبرعا بالدم. وهكذا، فإن أي شخص سليم يتراوح عمره بين 18 و60 عاما ويفوق وزنه 50 كيلوغراما يمكنه التبرع بالدم بكل أمان.
ومع ذلك، لا ينصح بالتبرع إذا أصيب الشخص مؤخرا بنزلة برد أو إنفلونزا أو التهاب في الحلق أو حمى أو ألم في البطن أي أمراض أخرى، كما لا يمكن للمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ومتعاطي المخدرات التبرع بالدم.
ويكتسي الدم أهمية بالغة وله دور حيوي بالنسبة للعديد من وظائف جسم الإنسان وأيضا لحمايته. لذلك من المهم التبرع به.
ويتكون من خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والبلازما والصفائح الدموية وهو عبارة عن نسيج ضام ودرجة حرارته الطبيعية هي 37 درجة مئوية. يشكل الدم 8 في المائة من كتلة الجسم. وهو سائل في جسم الإنسان ينقل المواد الضرورية مثل المغذيات والأكسجين إلى الخلايا وينقل الفضلات الأيضية مثل ثاني أوكسيد الكاربون.
ومن خلال تقييم الإيجابيات وتطمينات وتفسيرات منظمة الصحة العالمية، تشجع سميرة “جميع المواطنين الذين ليس لديهم موانع على التبرع ببعض القطرات من الدم وبضع دقائق من وقتهم للانخراط في هذه البادرة وإنقاذ الأرواح والأسر!”
وقد بلغ المستوى الوطني من مخزون الدم 13838 كيسا، وهو ما يلبي احتياجات 18 يوما. ولتحقيق هذه النتيجة، قامت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإحداث أكثر من 1075 نقطة لجمع دم، وكلها مزودة بالمعدات اللازمة، تحت إشراف متخصصي تحاقن الدم.

> مها رشيد (و.م.ع)

Related posts

Top