طموح كبير بالمغرب للقضاء على داء التهاب الكبد الفيروسي (س) في أفق 2030

أكد مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة عبد الرحمن معروفي، مساء الاثنين الماضي بالدار البيضاء، أن المغرب يحذوه طموح كبير للقضاء على داء التهاب الكبد الفيروسي (س) في أفق 2030، بفضل المخطط الوطني لمحاربة هذا الداء.
وقال المعروفي، في مداخلة له خلال جلسة حول “داء التهاب الكبد الفيروسي: أي تكفل سنة 2017؟”، نظمت ضمن اللقاء الصحي الأول لمنطقتي إفريقيا و( مينا)، الذي احتضنته العاصمة الاقتصادية للمملكة على مدى يومين (17 و18 أبريل)، إن ذلك المخطط الوطني يروم القضاء النهائي على هذا المرض، الذي يهدد الصحة العامة، بما ينسجم وأهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تعمل على إطلاق المخطط الوطني للقضاء على داء التهاب الكبد الفيروسي على مستوى مختلف الهياكل التابعة لها عبر المملكة.
وأضاف أن هذا المخطط يشمل خمسة محاور رئيسية، تهم تشخيص المرض لدى الساكنة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، والتكفل بالأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس، واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من انتقال العدوى، ووضع نظام للإعلام والمراقبة لمتابعة الأثر وتفعيل المخطط على الصعيد الوطني، إضافة إلى تشكيل لجنة وطنية للتنسيق والحكامة خاصة بالمخطط.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية الجديدة تشمل أيضا التكفل وتوفير العلاج بكلفة منخفضة لفائدة الأشخاص المصابين، عبر تعميم نظام المساعدة الطبية(راميد)، وتزويد السوق، بفضل تظافر جهود الدولة وهيئات المجتمع المدني، بأدوية جنيسة خاصة منها دواء (السوفوسبوفير).
ومن جهته، اعتبر الخبير في المجال الصحي السينغالي مادوكي ديوب، المتخصص في داء التهاب الكبد الفيروسي، أن هذا المرض يعد من الأمراض الصامتة، حيث إن غالبية حاملي الفيروس يجهلون إصابتهم به، موضحا أن المرض يتطور تدريجيا وببطء، ومؤكدا أن التحسيس والتوعية والوقاية وحدها يمكنها المساعدة على حماية الأشخاص المصابين من مضاعفاته الخطيرة.
ولاحظ أن العلاجات الجديدة ترفع من حظوظ الشفاء لدى المرضى، داعيا الحكومات الإفريقية إلى تعزيز تعاونها في هذا المجال لتمكين الأشخاص المصابين من الاستفادة من كل تلك العلاجات الجديدة القادرة على الحد من الالتهابات المزمنة والحادة.
ومن جانب آخر، أبرز المدير العام لمختبرات “غالينيكا” بالمغرب السيد سليم الكرماعي، في تصريح بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء، التقدم الذي سجله المغرب في القطاع الصحي، باعتماده نظاما صحيا فعالا، وسياسة دوائية متطورة، أتاحت الحد من انتشار العديد من الأمراض التي تهدد الصحة العامة.
وأضاف أن إنجاح الجهود التي تبذلها المملكة من أجل القضاء على الأمراض الخطيرة، واكبها وضع إطار قانوني يحدد بدقة دور وقوانين ومسؤوليات كل المهن المتصلة بقطاع الصحة، وفي مقدمتها مهنة الصيدلة، مشيرا إلى أنها تمتلك اليوم صناعة صيدلية متقدمة، حيث إنها تنتج أدوية ذات جودة معترف بها منذ سنوات الستينات .
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج هذا اللقاء الصحي، الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، شمل عقد ورشات ولقاءات تناقش واقع وآفاق صناعة الأدوية بالقارة الإفريقية، وسبل التصدي لبعض الأمراض من خلال تمكين القاعدة العريضة من سكان القارة من التزود بالأدوية الضرورية بأثمنة مناسبة .
ويذكر أنه تم على هامش هذا اللقاء، الذي حضره وزراء أفارقة في مجال الصحة وسفراء، التوقيع على اتفاقية تتعلق بإنشاء لجنة دائمة للنهوض بالصحة والأدوية على مستوى القارة، توكل لها مهمة تتبع وتنسيق مختلف الأنشطة المتعلقة، بالسياسة الصحية والدوائية والصيدلية، وتكوين الأطر والمهنيين بمجال الصحة، وتنمية البحث العلمي، ومراقبة جودة الأدوية .

Related posts

Top