طنجة: الذكاء الصناعي والصحة.. تنظيم ملتقى دولي يعكس انخراط الكفاءات المغربية بالخارج في التحولات التي تعرفها المملكة

يعكس الملتقى الدولي المتعدد التخصصات حول الصحة والذكاء الصناعي المنظم بمدينة طنجة، رغبة المملكة في الانفتاح على الكفاءات المغربية بالخارج من مختلف التخصصات وتعزيز مشاركتهم في التنمية، وكذا دعم انخراطهم في التحولات التي تعرفها المملكة في مختلف المجالات، من ضمنها مجال الطب وما يرتبط به من تخصصات وورش الحماية الاجتماعية والنهوض بالشأن المجتمعي
احتضنت كلية الطب والصيدلة بمدينة طنجة، يوم السبت الماضي، ملتقى دوليا متعدد التخصصات حول الصحة والذكاء الصناعي.
وانعقد هذا الحدث العلمي، الذي نظمه ائتلاف الجمعيات في أوروبا من أجل تنمية جهة الشرق وجامعة عبد المالك السعدي بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومجلس الجالية المغربية بالخارج (CCME)، تحت عنوان”الذكاء الاصطناعي وعلم المناعة في خدمة الطب لعلاج السرطان والأمراض العصبية ولتحسين عمليات زرع الأعضاء”.

ويأتي هذا الملتقى، الذي يتوخى إشراك الكفاءات العلمية والطبية المغربية من جميع أنحاء العالم في تطوير القطاع الصحي بالمغرب، لتجسيد دينامية ورش الصحة الوطني الذي يتم تنزيله عملا بالتوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس.

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج ادريس اليزمي، في كلمة بالمناسبة، أن هذا الملتقى يعكس رغبة المغرب، وفق التوجيهات الملكية السامية، في الانفتاح على الكفاءات المغربية بالخارج من مختلف التخصصات وتعزيز مشاركتهم في التنمية، وكذا دعم انخراطهم في التحولات التي تعرفها المملكة في مختلف المجالات، من ضمنها مجال الطب وما يرتبط به من تخصصات وورش الحماية الاجتماعية والنهوض بالشأن المجتمعي.

وأضاف اليزمي أن ارتباط مغاربة العالم ببلدهم ليس وجدانيا فقط، بل هو ارتباط تجاوز المفهوم الكلاسيكي للهجرة الى مفاهيم جديدة تؤسس لمساهمات فاعلة لكفاءات ومتخصصين من مغاربة المعالم في مسار التنمية واستعدادهم الكامل لتقاسم خبراتهم وتجاربهم العلمية والمعرفية الرائدة في مجالات حيوية يركز عليها المغرب في تطوره الدؤوب، مثل الصحة والرعاية الاجتماعية والتكوين والبحث العلمي والابتكار، مؤكدا أن المغرب يستفيد من عطاءات كل أبنائه اينما وجدوا. ومن جهته، قال رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، إن الملتقى العلمي الذي تحتضنه كلية الطب والصيدلة بطنجة هو نموذج لرغبة مغاربة العالم في المساهمة الجادة في بناء أسس التنمية المستدامة والمتوازنة عبر تأطير الطلبة والنهوض بالبحث العلمي الذي بلغ مستويات متطورة، ونقل المعارف والتجارب وتقاسمها على أسس علمية.

وسجل المومني أن الملتقى ليس فقط فضاء لتلاقي الخبرات المغربية، من الداخل كما من الخارج، بل هو أيضا مناسبة لتقوية الشراكات وبناء جسر للتعاون والتواصل مع مغاربة العالم من ذوي الكفاءات العالية في ميادين مهمة، يسعى المغرب إلى تطويرها وفق استراتيجيات محكمة تتجاوب وتطلعات المجتمع وتنسجم مع مخطط التنمية الجديد.

من جهتها، أكدت ضيفة شرف الملتقى الشريفة للا مليكة العلوي، أن هذه التظاهرة العلمية تعرف مشاركة كبيرة للنساء المغربيات العالمات والباحثات والطالبات، ما يبرز حرص جلالة الملك محمد السادس على تحقيق تطلعاتهن، كما يبرز العطاءات والمستويات التي بلغتها المرأة المغربية في المجالين العلمي والأكاديمي، وكذا العناية الفائقة التي توليها المملكة المغربية للنساء والسعي الدائم لتمكينهن من حقوقهن كاملة وشاملة، معتبرة أن المغرب يحقق التقدم والنمو الكبير ويفرض حضوره إقليميا ودوليا في مجالات مختلفة بفضل سواعد نسائه ورجاله دون تمييز أو تقصير.
 وشدد رئيس ائتلاف الجمعيات في أوروبا من أجل تنمية جهة الشرق عبد الخالق حسيني، على أن التظاهرة الدولية تروم تعزيز الانفتاح والحضور الوازن لمغاربة العالم في بلدهم الأصلي والمساهمة في الجهود المبذولة في مجال التنمية عامة، والمجال الطبي على وجه الخصوص، الذي يعرف تطورا كبيرا يسعى المغرب الى مواكبته لما فيه فائدة للمجتمع ككل، كما يشكل الملتقى مناسبة للاطلاع والتعرف على الكفاءات الطبية المغربية بالخارج، التي تمتلك خبرات في عدة مجالات، ولديها رغبة حقيقية في المساهمة في تطوير القطاع الصحي في بلدهم الأم.

وأبرز أن الملتقى العلمي، الذي تحتضنه مدينة طنجة النموذج في اضطلاع المغرب بدور الجسر الرابط بين الشمال والجنوب، يأتي تجاوبا مع مضامين خطاب جلالة الملك محمد السادس ليوم 20 غشت من سنة 2022 بمناسبة تخليد ذكرى الملك والشعب في محطتها التاسعة والستين، حيث حث جلالته على أهمية انخراط مغاربة العالم في مسلسل التنمية الذي تخطوه المملكة بثبات وبعد نظر.

وأشار حسيني إلى أن اختيار موضوع الملتقى يؤكد على راهنية ومحورية قطاع الصحة في استراتيجية المملكة التنموية وتقوية بنيات الرعاية الاجتماعية وتوفير شروط نجاح المجال، كما أن الملتقى يمكن من اطلاع طلبة كلية الطب والصيدلة على الممارسات الجيدة حول البحث العلمي والصحة، والأساليب المبتكرة متعددة التخصصات.

وتضمن برنامج الملتقى عدة محاضرات وورشات وموائد مستديرة، تطرقت إلى “الذكاء الاصطناعي وعلم المناعة : أسس الطب الدقيق”، و”مكانة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة” ، و “أساسيات الالتهاب العصبي و جهاز المناعة وأسس العلاج الطبي الدقيق”، و “أخلاقيات البحث والرعاية الصحية”، و”الحلول الصحية الحديثة خارج البلدان المتقدمة”، و”ماذا عن العلاجات المسببة لمرض باركنسون بالإضافة إلى العلاجات المصحوبة بأعراض؟”، و”المناهج المعلوماتية الحيوية لاستكشاف الأسباب الجينية لمقاومة الكلاميديا”.

وتناولت الفعالية أيضا أمراض السرطان والمقاربات الطبية لمعالجتها، وهمت المداخلات في هذا الجانب “العلاجات المناعية لأورام المخ” و”البيانات الطبية الحيوية وتصميم الأدوية”، و الأمراض العصبية من خلال “علاج الأمراض العصبية والنفسية عن طريق تحفيز الدماغ” و “تدبير الألم المزمن”، وزرع الأعضاء من خلال النقاش حول “وجهات النظر الدينية المتعلقة بأخلاقيات علم الأحياء و التبرع وزرع الأعضاء”، و”الحق في الصحة: بين الأحكام القانونية والقيود العملية”. كما تضمن البرنامج حفل توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة عبد المالك السعدي وائتلاف الجمعيات في أوروبا من أجل تنمية جهة الشرق ، التي تتوخى تمكين الجانبين من تبادل الخبرات عبر المشاركة في اللقاءات والتظاهرات التي تنظمها الكليات المعنية التابعة للجامعة، وتوسيع شبكة تواصل الجامعة مع جمعيات أوروبية وغيرها ذات الصلة بالقضايا والتخصصات التي تهتم المؤسسة الجامعية، إضافة إلى مساهمة جمعيات الائتلاف في التكوين الأكاديمي والبحث العلمي الذي تؤطره الجامعة ويعود بالنفع على الطلبة .

Related posts

Top