طنجة تواصل جذب اهتمام الشركات العالمية الكبرى

افتتحت الشركة المتعددة الجنسيات “تي أو كونيكتيفيتي”، الرائدة في صناعة أنظمة الاستشعار والاتصال، أول أمس الأربعاء بمنطقة صناعة معدات السيارات طنجة المتوسط “اوتوموتيف سيتي”، ثاني وحدة صناعية لها بالمغرب، والتي ستدعم الحلول التي يقدمها قسم النقل الصناعي والتجاري للشركة بمنطقة أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.
وكانت الشركة، التي تتوفر على مركز للتوزيع بالمغرب منذ عام 2012، قد افتتحت أول مصنع لها بالمغرب في المنطقة الحرة للتصدير بطنجة في عام 2015، قبل اتخاذها قرار توسيع نشاطها الصناعي بتدشين مصنع ثان، انطلق نشاطه الإنتاجي في دجنبر من العام الماضي.
وأبرز بلاغ للمجموعة أن هذه الوحدة الثانية متخصصة في صناعة الأنظمة البلاستيكية لحقن السوائل ومكونات أنظمة الكابلات التقنية لتموين سوق صناعة السيارات الصناعية والعربات الثقيلة بأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، كما تقدم حلولا مبتكرة للواجهات الكهربائية والالكترونية القادرة على الاشتغال في البيئات القاسية.
ونوه رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، في كلمة بالمناسبة، بأن هذا “المصنع يكتسي أهمية كبرى، كما يوفر مناصب شغل لليد العاملة والأطر المغربية”، معتبرا أن “هذا النجاح يدل على الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي تفضل باختيار صناعة السيارات كقطاع واعد يستقطب استثمارات ضخمة”.
من جهته، أبرز المدير العام لقسم النقل الصناعي والاتصال بمجموعة “تي أو كونيكتيفيتي”، آرون ستاكي، أن البنيات التحتية واليد العاملة “العالية التأهيل” التي يزخر بها المغرب كانت منه بين العوامل الذي دفعت المجموعة إلى الاستقرار بطنجة، مشيرا في السياق ذاته إلى “قرب الموقع من قاعدة الزبائن، وهو ما يساهم في تحسين قدرتنا على تسليم الطلبيات”.
وسجل بأن المجموعة أحدثت بالفعل “أزيد من ألف منصب عمل بالمنطقة”، موضحا أن الأمر يتعلق ب “مناصب عمل عالية التقنية وذات قيمة مضافة كبيرة”. وخلص ستاكي إلى أن مشروع المجموعة بالمغرب يشكل “نموذجا للشراكة رابح – رابح بين المغرب ومجموعة تي أو”.
من جانبه، توقف الكاتب العام لوزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، يوسف الباري، عند “الأهمية الاستراتيجية” لقطاع صناعة السيارات بالنظر إلى مساهمته في مجال إحداث فرص الشغل وفي الميزان التجاري، مشيرا إلى عدد المصانع التي تم افتتاحها مؤخرا، ما يمثل “مؤشرا على الجاذبية المتنامية للمغرب باعتباره منصة صناعية”.
وحسب مجموعة “تي أو كونيكتيفيتي”، فقد واصلت الشركة استثماراتها ونموها بالمغرب، البلد “الاستراتيجي الواقع بمنطقة قريبة من الزبائن ومن الأسواق الأوروبية والإفريقية، ضمن منظومة قوية تضم أزيد من 200 شركة لصناعة معدات السيارات”.

المجموعة الفرنسية “غالفانوبلاست”
وفي سياق آخر، أعلنت المجموعة الفرنسية المتخصصة في معالجة الأسطح ضد التآكل “غالفانوبلاست”، الأربعاء بمدينة صناعة معدات السيارات طنجة – المتوسط “أوتوموتيف سيتي”، عن افتتاح وحدتها الصناعية “إليكتروبلاست”، باستثمار يصل إلى 140 مليون درهم.
واختارت المجموعة الفرنسية مدينة طنجة لافتتاح أول مصنع لها خارج التراب الفرنسي بفضل ازدهار منظومة صناعة السيارات بالمغرب، خاصة في ظل تواجد المجموعتين الفرنسيتين “رونو” و”بي إس أ بوجو”، إلى جانب استفادة الموقع من مزايا المركب المينائي طنجة المتوسط، الذي يعتبر الأكبر من نوعه بالقارة الإفريقية.
وقد تم تشييد هذا الموقع الجديد فوق قطعة أرضية مساحتها 20 ألف متر مربع، ويحتوي على مبنى صناعي على مساحة 8200 متر مربع مخصصة لمعالجة الزنك-النيكل وصقل الأجزاء المعدنية، باستعمال خطوط إنتاج أوتوماتيكية بشكل كامل. كما يتوفر المصنع على محطة لمعالجة السوائل باستعمال أفضل التقنيات المتاحة.
وحسب بلاغ للشركة، يتوفر الموقع، الذي انطلق نشاطه الإنتاجي في أكتوبر المنصرم، على 50 متعاون في الوقت الراهن، في أفق رفع عدد العاملين إلى 120 شخص مع نمو نشاطه الإنتاجي.
وأشار رئيس مجموعة غالفانوبلاست، أليكسندر كوردونيي، في كلمة بالمناسبة، إلى أن اختيار المجموعة وقع على المغرب بفضل “ديناميته الاقتصادية” وبسبب “استقرار عدد من زبائن المجموعة بطنجة من الذين نتعامل معهم سلفا في فرنسا، والذين كانت له احتياجات في مجال معالجة الأسطح”.
واعتبر كوردونيي أن معالجة الأسطح “تعتبر حلقة مهمة في السلسلة اللوجستية لصناعة السيارات”، مبرزا أن زبائن المجموعة هم بالأساس صناع الأجزاء الخارجية لهياكل السيارات المستقرين بالمناطق الحرة بالمغرب.
من جهته، توقف رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، عند المؤهلات التي تجعل المغرب جذابا للاستثمارات، مشيرا على الخصوص إلى قدرة المغرب على احترام الآجال والعرض المتوفر من الموارد البشرية العالية التأهيل.
وأوضح البريني أن “احترام الآجال يعتبر مبدأ مقدسا في جميع التزاماتنا”، مضيفا بخصوص اليد العالمية أن العديد من المصنعين يختارون الاستقرار بالمغرب بسبب “اليد العاملة والموارد البشرية المؤهلة المتوفرة”.
وتابع أن المغرب يعتبر في الوقت الراهن بلدا جد تنافسي بفضل هذه المزايا، وأيضا بفضل ثقة المستثمرين الدوليين وبمكانته باعتباره الوجهة ال 16 في العالم في مجال الربط البحري.
وتميز حفل الافتتاح بحضور الكاتب العام لوزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي وعدد من رجال الأعمال المغاربة والأجانب والمنتخبين والسلطات المحلية.

Related posts

Top