طنجة: جوهرة الشمال تستعيد ألقها تدريجيا بعد تخفيف تدابير الحجر الصحي

تهب نسمات جديدة منذ يوم الخميس الماضي على جوهرة الشمال بعد دخول قرار السلطات العمومية الانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي، حيز التنفيذ.
فقد استعاد سكان مدينة طنجة، في جو زادته بهاء زرقة السماء والأجواء الصيفية، ابتسامتهم المعهودة التي تبدو على محياهم بالرغم من ارتداء الأقنعة الواقية، وهي متعة طال انتظارها بالنظر إلى قيود الحجر الصحي التي أبعدتهم عن الساحل لمدة تزيد عن ثلاثة شهور.
وتم السماح أخيرا لساكنة المدينة المصنفة ضمن منطقة التخفيف رقم 2 بالتنقل داخل المجال الترابي لعمالة طنجة أصيلة دون الرخصة الاستثنائية للتنقل.
واستقبلت ساكنة هذه المدينة المتعودة على التنزه في الهواء الطلق هذا القرار بترحيب وارتياح كبيرين. هذا ما أكده رضوان، من ساكنة المدينة، الذي انتهز تخفيف تدابير الحجر الصحي للخروج في نزهة رفقه ابنه.
وعبر رضوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحه الكبير لتمكنه أخيرا من التنزه رفقة ابنه في كورنيش طنجة بعد شهور عديدة من الحجر الصحي، مؤكدا استمراره في اتخاذ الاحتياطات طالما أن الفيروس ما يزال يشكل خطرا على صحة الجميع.
وانطلاقا من شارع محمد السادس مرورا بسوق المعكازين وساحة الأمم المتحدة، بدأت الساحات والفضاءات العمومية التي كانت مقفرة لعدة شهور، تستعيد بريقها وحيويتها المعهودة.
وإذا كان البعض قد فضل التنزه وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، فقد اتجه البعض الآخر صوب صالونات الحلاقة والمراكز التجارية الكبرى. ولم يفوت العديد من سكان المدينة ممن اعتادوا المشي على طول الشاطئ وقت غروب الشمس، الفرصة للاستمتاع بالجو الاحتفالي الذي عم جميع ساحات المدينة.
والأكيد أن سكان عروس الشمال بدأوا يستعيدون هذه الأجواء الرائعة إثر السماح للمقاهي والمطاعم بفتح أبوابها في وجه الزبناء بعد طول انتظار.
وأوضح عبد القاجر أزبير، مسير مقهي بكورنيش طنجة، أنه تحضيرا لاستئناف نشاط المقاهي، تم اتخاذ عدة تدابير وقائية لاستقبال الزبناء في أحسن الظروف وتوفير شروط الراحة والسلامة لهم، تتمثل بالخصوص في الفصل بين بوابات الدخول والخروج للحد من الاتصال بين الزبناء ووضع معقمات كحولية رهن إشارتهم، ووضع مسافة فاصلة بين الطاولات.
من جهة أخرى، تقدم بعض المقاهي للزبناء رمزا يتيح الولوج عبر الهاتف الذكي إلى قائمة الوجبات التي يوفرها المقهى وتقديم الطلب الخاص بهم مباشرة.
ثمة إذن العديد من التدابير الوقائية التي تتيح لساكنة المدينة العودة إلى الوضع شبه “الطبيعي”.
وبالرغم من ذلك، فإنه من الواضح أن مدينة طنجة تفتقد غياب سياحها وزوارها وحياتها الليلية المتميزة، وهو الوضع الذي ينتظر أن يتغير مع تحسن الوضع الصحي والرفع التدريجي لباقي قيود الحجر الصحي.

> سكينة بنمحمود (و.م.ع)

Related posts

Top