عبادي يؤكد أنه لا يمكن تقاسم جوهر الدين في عالم اليوم إلا من خلال مقاربات علمية ونسقية

قال الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، أول أمس الاثنين، بالرباط، إنه لا يمكن تقاسم جوهر الدين في عالم اليوم إلا من خلال مقاربات علمية ونسقية، تستحضر أن المجتمعات ليست كتلا بل مركبات، تبدأ بالأسرة، وتمر بالطفولة، ثم اليافعين، فالشباب، ثم الفاعلين الملهمين في المجتمعات، وكذا الجهات القائمة على تنظيم شؤون المجتمع.
وأكد عبادي، في الكلمة الافتتاحية لأشغال الجمع العام للمجلس الأكاديمي السادس والعشرين للرابطة المحمدية للعلماء، أنه يتعين بناء خطابات لكل تلك الم ركبات، وأخذ سياق الزمن الرقمي الراهن -الذي زادته جائحة “كوفيد-19” بروزا- بعين الاعتبار.
كما شدد في هذا الصدد، على أنه لا يمكن أن يتم التواصل وفق هذه الشروط لتبليغ جوهر الدين إلا إذا تم إعداد العدة لذلك.
وأوضح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن الجمع العام للمجلس الأكاديمي للرابطة يلتئم للتباحث حول الكيفيات الكفيلة بالعبور إلى العقول والنفوس، من أجل مواكبة كل هذه الفئات في اعتدال ووسطية، وفقا للتوجيهات السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس.
كما ينعقد الجمع العام للمجلس الأكاديمي، يضيف عبادي، في إطار لحظة تاريخية استثنائية تطبعها تداعيات الجائحة، التي فرضت جملة من المستلزمات يتعين إيلاؤها أهمية كبرى حين التعامل مع البعد الديني في عالم اليوم.
من جهته، سلط رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء، محمد بلكبير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على مشروع الرابطة المتعلق بالمواجهة الفكرية للتطرف العنيف والإرهاب عن طريق الانترنت.
وأشار بلكبير، بهذا الخصوص، إلى أن الرابطة عملت على تبيان إشكالية أساسية تهم عوامل وأسباب استقطاب المؤثرين على شبكة الأنترنت للشباب نحو الإرهاب، وذلك من خلال دراسة- كيفية توقفت على الخاصيات المميزة لهؤلاء المؤثرين الذين يستجلبون الشباب على المستوى المنهجي، والمعرفي، والهندامي، وغيرها من الجوانب.
وتابع أن الرابطة حاولت أن ت عد من خلال النتائج المستخلصة مجموعة من أدوات التدخل؛ تتمثل في مجموعة من الدلائل والأسناد الرقمية، التي ستعتمد اعتبارا من الشهر القادم في تكوين وتدريب مجموعة من المؤطرين الجدد على مهارات استقطاب الشباب ومحاولة بناء خطابات بديلة عن الخطابات الإرهابية والتطرفية. وستهم هذه التكوينات أربع شرائح ، تتمثل في الشباب المثقفين النظراء المنتمين إلى الرابطة المحمدية للعلماء، والشباب المثقفين المنتمين للمجتمع المدني، والشباب الجامعي، ثم الصحافيين.
وشملت أشغال الجمع العام للمجلس الأكاديمي السادس والعشرين للرابطة المحمدية للعلماء، الذي ينعقد “عن بعد”، عرض التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2020، والتداول حول سير أعمال المؤسسة، مع عرض برنامج عملها في خدمة ثوابت المملكة، عقيدة ومذهبا وسلوكا.
وتسلطت المداخلات الضوء على مشاريع المراكز البحثية، والوحدات العلمية، والبرامج العلمية والتكوينية، خاصة ما يتعلق ببرنامج مكافحة التطرف عبر الأنترنت في صفوف الشباب، ونبذ العنف والكراهية والتطرف؛ الذي أطلقته المؤسسة بشراكة مع السفارة اليابانية بالمملكة، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب، وكذا تنزيل اتفاقية الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين الرابطة المحمدية للعلماء ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإسيسكو”.

Related posts

Top