احتضنت مدينة الرباط، مؤخرا، أشغال اللقاء العلمي الثالث، الذي نظمته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لتأسيس الحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط، تحت شعار “الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية أي استراتيجية للحماية، وأي وسائل لمحاربة هذه الظاهرة، وأي دور لمختلف المتدخلين”.
وقال المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية يأتي في المرتبة الثالثة دوليا بعد الاتجار في المخدرات والأسلحة برقم معاملات يفوق 15 مليار أورو، مبرزا أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأصناف الحيوانية والنظم البيئية، وأن كل ما يمس المنظومة البيئية من اختلالات يمس مكوناتها، خاصة الأصناف الحيوانية والنباتية.
وأضاف المندوب السامي والرئيس المدير العام للحديقة الوطنية للحيوانات، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتقييم الإنجازات وتبادل الأفكار حول الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال بعد تأهيل الترسانة القانونية الخاصة بظاهرة الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية.
من جهتها، استعرضت مديرة التدبير المالي والتجاري والاستراتيجي بالحديقة الوطنية للحيوانات سلمى سليمان، في تصريح مماثل، الإنجازات التي حققتها الحديقة من حيث عدد زوارها الذي بلغ منذ افتتاحها سنة 2012، مليونين و500 زائر، من بينهم 612 ألف زائر خلال سنة 2015 ، بارتفاع بلغ 15 بالمائة مقارنة مع سنة 2014، مشيرة إلى أن الحديقة الوطنية تعد الوجهة الثالثة للزوار بالعاصمة الرباط بعد صومعة حسان وقصبة الأوداية.
وناقش عدد من الخبراء في مجال الوحيش والتنوع البيولوجي خلال هذا اللقاء العلمي، إشكالية الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية، وتأثيرها على التنوع البيولوجي والبيئي من خلال موائد وورشات تتمحور حول الوضع الدولي للاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية، والحالة الراهنة والمخطط الوطني من أجل محاربة الاتجار غير المشروع، ودور الفاعلين الحكوميين ومؤسسات المجتمع المدني في مجال مكافحة الظاهرة.
من جهة أخرى، عرف هذا اللقاء توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون بين المندوبية السامية ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة والمعهد العلمي بالرباط، حول تعزيز التبادل في مجال البحث العلمي والتكوين وحماية الحيوانات.
وعلى هامش تخليد الذكرى الرابعة لتأسيسها، نظمت الحديقة الوطنية للحيوانات من 9 إلى 11 يناير الجاري، أنشطة تحسيسية وترفيهية لفائدة الأطفال والكبار للتحسيس بأهمية البيئة والوحيش.