عثمان الفردوس يطلق برنامجا استثنائيا لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب

عبرت العديد من المنظمات والهيئات النقابية لمهنيي الفنون عن ارتياحها لقرار عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة، القاضي بإطلاق برنامج استثنائي لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب، من أشخاص ذاتيين، وجمعيات ومقاولات، معتبرين الخطوة متنفسا حقيقيا للعديد من الفنانين الذين تضرروا بشكل كبير من انعكاسات جائحة وباء كورنا المستجد.
في هذا السياق، وصف مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة بـ “الخطوة الحميدة” والتي من شأنها التنفيس على وضعية الفنانين ومهنيي الفنون بصفة عامة، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات المعلن عنها تندرج ضمن الاعتمادات المالية لسنة 2020، وموضحا أنها، وإن كانت إيجابية، فإنها لن تحل مشكل العديد من الفئات الأخرى الموجودة في الحقل الثقافي لأنها ليست من الفئات التي تستفيد من الدعم.
وأضاف نقيب المسرحيين المغاربة، في تصريح لبيان اليوم، أن ما أقدم عليه الوزير عثمان الفردوس، من شأنه أن يساهم في إعادة تحريك قطاع الثقافة الذي ظل لمدة طويلة في وضعية جمود، معربا عن أمله في أن يكون هناك مخطط واضح ومتكامل يغطي مرحلة ما بعد الجائحة، وأن يتم التسريع من أجل استدراك الزمن الضائع من الموسم الثقافي، الذي يتأخر، سنويا، عن موعده الطبيعي بستة أشهر، منذ قيام حكومة سعد الدين العثماني الأولى إلى اليوم.
من جانبه، عبر توفيق عمور رئيس النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية ورئيس الاتحاد العام المغربي للنقابات الفنية، عن ارتياحه لقرار عثمان الفردوس القاضي بإطلاق برنامج استثنائي لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب، من أشخاص ذاتيين، وجمعيات ومقاولات، مشيرا إلى أن هذه الخطوة الإيجابية جاءت نتيجة نضال المهنيين الذي استمر منذ تفشي الجائحة، بل حتى قبل الإعلان عن فرض الحجر الصحي.
وأضاف توفيق عمور، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية أصدرت بيانا عشية الإعلان عن الحجر الصحي توقعت فيه وقوع تداعيات وانعكاسات سلبية على الأوضاع الاجتماعية للفنانين، على اعتبار أن الغالبية العظمى من الفنانين هم مياومون ليس لهم عمل قار وبالتالي ليس لهم دخل قار.
وأوضح نقيب الموسيقيين المغاربة أن جل مطالب النقابة التي عبرت عنها، في بيانها ليوم 16 مارس 2020 تم التجاوب معها بشكل إيجابي، باستثناء المطلب القاضي بإحداث صندوق استثنائي خاص بوزارة الثقافة لدعم الفنانين الذين لا يستفيدون من أي دعم، مشيرا إلى أن العديد من الفنانين غير مشمولين بالتغطية الاجتماعية وغير منخرطين في صندوق الضمان الاجتماعي، لأن أغلبيتهم تشتغل بشكل ذاتي، وفي نفس الوقت لا يتوفرون على بطاقة “راميد”. وتأسيسا عليه، يقول عمور، فقد وجد العديد من الفنانين أنفسهم خارج كل التدابير التي اتخذتها الدولة لمواجهة تداعيات جائحة كورنا.


وأوضح توفيق عمور أن من بين المطالب التي رفعتها نقابته، خلال هذه الفترة الموسومة بحالة الطورئ الصحية، والتي تجاوبت معها وزارة الثقافة، هناك المطلب القاضي بتسبيق التوزيعات الخاصة بالمكتب المغربي لحقوق المؤلف بالإضافة إلى الإفراج عن الدعم العالق في وزارة الثقافة، في كل المجالات الفنية والتي تهم الدعم السنوي أو تهم العقود الخاصة التي تربط الوزارة بفنانين كأشخاص ذاتيين أو بمؤسسات للإنتاج الفني.
وينظر رئيس النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية ورئيس الاتحاد العام المغربي للنقابات الفنية، إلى قرار الوزير عثمان الفردوس، بارتياح كبير وبإيجابية، معتبرا أنه بصم منذ مجيئه على مرحلة جديدة بوزارة الثقافة، وفتح باب الحوار مع كل المنظمات المهنية بدون استثناء ودون تمييز.
وعبر النقيب توفيق عمور عن أمله في أن تخضع كل الإجراءات والتدابير التي أعلن عنها الوزير لمعايير يحكمها الضمير وتحكمها متطلبات الظرفية التي تمر منها بلادنا، وتحكمها أيضا المسؤولية التاريخية من طرف الجميع، على اعتبار، يضيف المتحدث، أن المرحلة هي مرحلة جائحة ووباء يهدد الجميع، وليست مباراة للمشاركة في مهرجان، كما أنها ليس مناسبة للتباري والبحث عن النجومية، وهو ما يفرض، بحسبه، إعطاء الأولوية لمن يستحق ولمن هو في حاجة ماسة لهذا الدعم، وعلى الآخرين، “بمن فيهم أنا”، يؤكد توفيق عمر، “التعفف وترك المجال لمن هم في وضعية احتياج ليصل الدعم إليهم”.
وبدورها، ثمنت الفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، مبادرة وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وقالت في بلاغ لها، توصلت الجريدة بنسخة منه، إن هذه المبادرة، التقت في العديد من جوانبها، مع ما ورد في مذكرة الفدرالية التي طالبت بإحداث دعم استثنائي لمرحلة انتقالية، في أفق تدبير دعم مسرحي واضح في أسسه وتصوراته.

وفي السياق ذاته، أوضح حسن هموش، رئيس الفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، أنه في الوقت الذي تثمن فيه الفدرالية هذه المبادرة، فإنها في الوقت ذاته، تنتظر أن تعلن الوزارة عن تفاصيلها والإجراءات المؤطرة لها، معربا عن أمله في أن يتم تجاوز التعثرات التي رافقت تدبير المواسم السابقة، والبطء الشديد في مواكبة العروض والمستحقات المالية للفرق المسرحية.
وطالبت الفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، حسب رئيسها حسن هموش، بإطلاق استشارات واسعة مع التنظيمات المهنية الجادة، وذلك في أفق صياغة تصورات، يضيف المتحدث، تستجيب لمغرب ما بعد كورنا، داعيا إلى ضرورة تقييم التجارب السابقة بهدف استخلاص النتائج التي من شأنها تقوية المكتسبات والإسهام في رفع القيمة المالية للدعم مع تقوية البحث والإبداع المسرحيين، وضمان المحافظة على القيم الإنسانية النبيلة وإشاعة ثقافة الحوار المؤمن بحرية الرأي والإبداع.
يشار إلى أن عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة، أعلن أمس الاثنين، عن حزمة من الإجراءات والتدابير الرامية ضمن برنامج استثنائي لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب، من أشخاص ذاتيين، وجمعيات ومقاولات.
وكشف الفردوس، عبر صفحته الرسمية على “الفايس بوك” عن بعض حيثيات هذا البرنامج الاستثنائي، الذي قال إنه “يشمل التوزيع المسبق من قبل المكتب المغربي لحقوق المؤلف، ابتداء من 15 يونيو الجاري، لصالح المؤلفين والمبدعين المنخرطين، لكل الأقساط المتبقية المقررة برسم السنة المالية 2020، والمحددة في 35.4 مليون درهم، أي ما يوازي مجموع الأقساط المحصلة برسم سنة 2019 المتعلقة بحقوق التأليف ومداخيل النسخة الخاصة للفئات الثلاث الغنائية والمسرحية والأدبية، وذلك وفقا لتوصيات الكونفدرالية الدولية للمؤلفين والملحنين، وبرنامج اليونسكو ResiliArt.
وأضاف وزير الثقافة والشباب والرياضة، أن هذا البرنامج يشمل أيضا، إطلاق طلبات عروض دعم المشاريع الفنية بغلاف إجمالي يقدر بـ 39 مليون درهم وذلك ابتداء من 17 يونيو الجاري في خمسة مجالات أساسية، يهم أولها الجولات المسرحية الوطنية بمبلغ يقدر بـ 20 مليون درهم (حوالي 200 ألف درهم) كحد أقصى لكل مشروع. وثانيها الموسيقى والغناء وفنون العرض والفنون الكوريغرافية بمبلغ يقدر بـ 12 مليون درهم، (حوالي 250 ألف درهم)، كحد أقصى لكل مشروع. في ما يهم المجال الثالث معارض الفنون التشكيلية و/ أو الفنون البصرية بقاعات المعارض بغلاف مالي يقدر بـ 2 مليون درهما (حوالي 250 ألف درهما) كحد أقصى لكل معرض.
ويشمل المجال الرابع، وفق إفادة عثمان الفردوس، اقتناء أعمال فنية تشكيلية أو فنية بصرية من لدن الفنانين بغلاف مالي يقدر بحوالي 3 مليون درهم (ما بين 5 آلاف و30 ألف درهم) من أجل إثراء المجموعة الفنية للوزارة وتشجيع المواهب الشابة. فيما يهم المجال الخامس المشاركة في مبادرة اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للمتاحف بمبلغ 2 مليون درهم، مما يجعل المبادرة تصل إلى 8 مليون درهم.
ويتضمن البرنامج الذي أعلنه الوزير عثمان الفردوس إقامة شراكة وطيدة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف تهم مجال وضع عدد من الأعمال المكونة للمجموعة الفنية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، غير المعروضة، رهن إشارة المؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل عرضها للعموم بمتاحف المملكة وفي الخارج، وكذا وضع الماسح الضوئي عالي الدقة المتوفر لدى المكتبة الوطنية للمملكة المغربية (“Newly Muse” 2×2 بدقة 1090 نقطة في البوصة بدقة 7.4 مليار بيكسل)، رهن إشارة المؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل مساعدتها على تسري رقمنة المجموعات الفنية المتوفرة لديها، مشيرا إلى أنه سيتم ابتداء من 17 يونيو الجاري أيضا، إطلاق طلب عروض دعم مشاريع النشر والكتاب بغلاف يقدر بـ 11 مليون درهم في مجالات اقتناء الكتب من المكتبات والناشرين لتوزيعها على المكتبات والخزانات العمومية، وإصدار ونشر المجلات الثقافية (الورقية والإلكترونية)، والتحسيس بأهمية القراءة، ومشاركة المؤلفين المغاربة في إقامات المؤلفين وفي المعارض الدولية للكتاب.

< محمد حجيوي

Related posts

Top