تمكنت مجموعة من الوجوه الرياضية المعروفة، والتي تنشط في مجال التسيير الرياضي، سواء على مستوى الأندية الوطنية أو الجامعات، من الفوز بمقاعد في مجلس النواب، وذلك خلال الاستحقاقات التي جرت الأسبوع الماضي.
وترتبط غالبية هذه الأسماء بكرة القدم، سواء على مستوى الأندية أو الجامعة أو العصب التابعة لها، وهناك من جدد فوزه بمقعد داخل قبة البرلمان، وهناك من استطاع تحقيق المكسب لأول مرة في مساره.
ومن الأسماء التي حافظت على حضورها النيابي، هناك اسمين فقط، سعيد الناصري، رئيس الوداد الرياضي، ومحمد جودار، رئيس عصبة الدار البيضاء لكرة القدم.
وباستثناء الناصري وجودار، فباقي الأسماء تعتبر جديدة على المستوى النيابي كهشام آيت منا، رئيس شباب المحمدية، والرئيس السابق للرجاء الرياضي محمد بودريقة، ونور الدين البيضي، رئيس يوسفية برشيد، وعادل الدفوف، الرئيس الأسبق لإتحاد طنجة. كما فاز لأول محمد هوار، رئيس مولودية وجدة ، وحكيم بن عبد الله، رئيس نهضة بركان، نفس الأمر بالنسبة للرئيس المنتدب لأولمبيك الدشيرة، إسماعيل الزيتوني، وحسن الفيلالي، رئيس الاتحاد الزموري للخميسات.
والمطلوب هو أن يشكل هذا الحضور العددي مكسبا مهما للرياضة والرياضيين داخل قبة البرلمان، وذلك بتعزيز النقاش حول سبل تطوير الشأن الرياضي على الصعيد الوطني، في بعده السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي.
وليست هذه مرة الأولى التي تتمكن فيها شخصيات تهتم أو تشتغل بالمجال الرياضي من الفوز بمقعد داخل مجلس النواب أو المستشارين، لكن لأول مرة يكون الحضور بهذا العدد المهم، والمؤمل هو أن يكون لهذا الحضور الوازن من حيث الكيف، مردود من ناحية الكم، مع العلم أن أغلب الأحزاب التي ينتمي لهذه الفائزون، لا تتوفر على بديل أو برنامج يهدف إلى إصلاح القطاع.
المؤكد أن الأشخاص الفائزين بالمقاعد، استغلوا بقوة خلال الحملات الانتخابية، إشعاع وشعبية الأندية التي يشرفون على تسييرها، مما مكنهم من كسب أصوات حاسمة، رجحت بدون شك كفتهم وسط صراع قوى خاضوه بمختلف الدوائر الانتخابية بالمدن التي ينتمون لها.
فهل بامكان العشرة رجال، إسماع صوت الرياضة عاليا، وجعل قضايا القطاع في مقدمة النقاشات التي ستعرفها الجلسات داخل مجلس النواب، أم أن الأهم بالنسبة لهم كسب المقعد، وجعله وسيلة لخدمة مصالح خاصة؟.
والتجربة أكدت لنا من خلال ما عشناه في السابق، أن الرياضة بالنسبة لأغلب الفائزين مجرد وسيلة وليست غاية، فمن الناذر إعطاء أهمية استثنائية للفعل الرياضي، بل حتى عندما تتم مناقشة بعض قضاياه، لا يسجل في الغالب أي تدخل من طرف السادة «البرلمانيين الرياضيين»، بل هناك من يغيب بالمرة عن الحضور للجلسات، و غالبا ما يسجل الظهور القليل، خلال الجلسات العمومية التي يصورها التلفزيون الرسمي.
ننتظر أن تختلف التجربة هذه المرة بالإيجاب عما سبق، وأن يكون لهذا الحضور النوعي صدا ايجابيا داخل قبة البرلمان، وخصوصا وأن أغلب الأسماء الفائزة، وعدت خلال الحملات الدعائية بتقديم الأفضل للفرق التي تنتمي لها..
«فهاتو برهانكم إن كنتم صادقين…».
>محمد الروحلي
