على أبواب صيف 2017.. تدابير حثيثة للحد من خطر حرائق الغابات

أضحت حرائق الغابات ظاهرة عالمية تضاهي تأثيراتها الكوارث الطبيعية التي تطال مختلف الموارد الطبيعية وتجهز على الأخضر واليابس وتخلف دمارا تتطلب لملمة آثاره سنوات طوال.
وباتت اجتياحات حرائق الغابات بالمغرب مؤرخة في  أذهان المغاربة، وفق كرونولوجية سنوية. ظاهرة مؤرقة تطلبت مجهودات مضاعفة ويقظة مستمرة لوقت زحف ألسنة النيران وحرائق الغابات المتتالي والتي قاربت منذ بداية 2016  ما يناهز 270 حريقا اجتاحت 1739 هكتارا .
وفي نفس السياق وتبعا لمساعي حثيثة وتأهب دائم، نظمت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، في إطار التحضير للحملة الجديدة الخاصة بمكافحة حرائق الغابات، يوم الأربعاء الماضي بتطوان، عملية محاكاة واقعية للحرائق بتنسيق مع مصلحة الغابات الأمريكية، وذلك بغية تفعيل “نظام السيطرة على الحرائق العالمي” (ICS)  في أفق تدبير ناجع لإطفاء الحرائق بسيطرة تامة.
وعاش الإطفائيون لحظات ميدانية حاسمة قاربت الواقع بدقة،  قاسوا من خلالها مستوى التدخل والسيطرة على الكابوس المزعج المتأرجح بين جذوة لهيب النيران وخفوتها وكذا اختبار نظام السيطرة على الحرائق.
يذكر أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر خصصت في مجال الوقاية من حرائق الغابات غلافا ماليا يقدر بـ 184.200 مليون درهم سيوظف لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وكذا تهيئة نقط الماء مع صيانة وإنشاء أبراج جديدة للمراقبة، وتوسيع الحراجة الغابوية، وإعادة تأهيل المسالك، وتعبئة أكثر من 1250 مراقب حرائق.
ويشار أيضا أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر افتتحت في السنة الماضية أول مركز وطني لتدبير المخاطر المناخية بالمغرب، في سياق تعاون ثنائي بين كل من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية. ويعمل هذا المركز على المتابعة والإشراف وطنيا على برامج الوقاية والتنبؤ في أفق الحد من حرائق الغابات ومخاطر الآفات، وتحسين فعالية وكفاءة عملية التنسيق بين جميع الشركاء، وذلك وبغية توفير المعلومات في الوقت المناسب حول الحرائق وصحة الغابات وحالة الوسائل المعبأة في أمكنة الحرائق.
محمد التفراوتي

Related posts

Top