على ماذا يبحث وحيد؟

المتعارف عليه في قيادة أي فريق أو منتخب، أن الوصول إلى نوع من التكامل أو تطور في المستوى والمردودية العامة، يقتضي الحرص على تراكم الإيجابيات، وتفادي كثرة التغيير على المستوى البشري أو النهج التكتيكي.
هذه المعادلة الصحيحة، تعتبر خارطة طريق كل مدربي العالم، إذ من غير المنطقي إدخال التغييرات من مقابلة لأخرى، لكن الاستثناء يظهره بكثير من الاصرار، المدرب وحيد هاليلوزيتش الذي يبدو أنه لا يؤمن بها تماما، كما لا يتفق مع المثال الذي يقول : “لا يمكن تغيير الفريق الذي يحقق الفوز…”.
والمقابلة التي جرت مساء الجمعة بالرباط، والتي واجه خلالها الفريق الوطني المغربى لكرة القدم منتخب السودان، أكدت بالفعل التخبط التكتيكي، والارتباك على مستوى الاختيار البشري الذي يعيشه المدرب وحيد.
المقابلات الأخيرة، منحتنا إشارات الاطمئنان، كما تفاءل الجمهور الرياضي بإمكانية الوصول إلى بناء منتخب جديد، على إنقاذ الخراب الذي تركه هنري ميشال، إلا أن الأمور للأسف عادت إلى مرحلة البداية.
إذ لا يعقل في كل مقابلة إدخال تغيير على النهج التكتيكي، فمرة (4 – 4 -2) ومرة (3- 5- 2)، وضد السودان عاد ليختبر تشكيل (4- 3- 3)، وهى اختيارات غير مفهومة، تفسر بالضبابية التي تسيطر على تفكير المدرب.
فبالإضافة إلى الرسم التكتيكي، هناك كثرة التغييرات على التشكيل الأساسي، ففي الوقت الذي ظهر نوع من التكامل بمختلف الخطوط، عاد وحيد ليبقى لاعبين برزوا خلال المقابلات الأخيرة، بكرسي الاحتياط، كإلياس الشاعري، وأيوب الكعبي، مع إعطاء الفرصة لآخرين غير قادرين على إعطاء الإضافة المطلوب، كمنير الحدادي الفاقد لإيقاع المنافسة الرسمية.
وعلى ذكر فقدان إيقاع المنافسة الرسمية، فعدد كبير من لاعبي المنتخب المغربي، لا يلعبون كرسميين بفرقهم، وهذا مشكل حقيقي، على المدرب معالجته، تفاديا لتراجع العطاء، كما حدث لخط الوسط، حيث حدث تراجع مخيف للثلاثي سفيان امرابط، برقوق، لوزا، وهو ما استغله لاعبو المنتخب السوداني، مهددين بقوة مرمى الحارس ياسين بونو، وكان بإمكانهم التسجيل في أكثر من مناسبة.
وبدون أدنى شك، فالتغلب على مشكل عدم جاهزية اللاعبين الأساسيين، يمر عبر تمكينهم من خوض المباريات الرسمية، مع الحفاظ على نفس التشكيلة للوصول إلى التكامل المطلوب.
فإلى متى يستمر هذا التخبط الذي يظهره المدرب وحيد؟

>محمد الروحلي

Related posts

Top