عموتة في حالة شرود

لم تفهم حقيقة الأهداف والدوافع التي جعلت المدرب الحسين عموتة، يقدم على برمجة معسكر تدريبي خاص بالمنتخب المحلي لكرة القدم، لتتفضل إدارة الجامعة بإلغائه عن طريق بلاغ في الموضوع، صدر صباح أول أمس السبت، لينهي بذلك الجدل الذي خلفه صاحب هذه الخطوة غير المحسوبة.
وقبل الخوض في تفاصيل وحيثيات النازلة، لابد من طرح بعض الأسئلة، من قبيل: هل تصرف عموتة جاء من تلقاء نفسه؟ ألم ينسق مع إدارة الجامعة، ومعها الإدارة التقنية الوطنية؟ وهل كان من الضروري أن يضع نفسه بموقع حرج بعد قرار الإلغاء؟…
حقيقة، الأمر جد محير. ففي عز الظرف الدقيق والعصيب الذي يمر منه الجميع، وما يرافق قرار استئناف مباريات البطولة المتوقفة، منذ أربعة أشهر من جدل وأخذ ورد، والصعوبة التي يمكن أن يجدها اللاعبون من أجل استعادة لياقتهم البدنية، فاجأ عموتة الجميع ببرمجة معسكر تدربي للمحليين، اختار له تاريخ الفترة الممتدة من 15 إلى 18 من شهر يوليوز الجاري، أي قبل أقل من أسبوع عن انطلاق المباريات المؤجلة.
والغريب أن هذا التاريخ الذي حدده المدرب، يأتي بعد أيام فقط من انطلاق التداريب الجماعية للأندية، أي بعد عشرة أيام فقط من الحصص الفردية، كما نص على ذلك البروتوكول الصحي الذي حددته السلطات المختصة، باتفاق مع إدارة الجامعة.
كما أن هذه الفترة شهدت دخول أغلب الأندية معسكرات تدريبية مغلقة، بعضها خارج مدن الإقامة، وكل هذا يؤكد استحالة تنظيم معسكر في هذه الظروف الاستثنائية القاهرة، والأكثر من ذلك أن التظاهرة التي يستعد المنتخب للمشاركة بها تبعد ستة أشهر من الآن، وهناك متسع من الوقت لبرمجة معسكرات، قبل حلول موعد “الشان” الذي زال تاريخه معلقا بسبب ظروف “كوفيد 19”.
وبعد أيام فقط من صدور اللائحة التي تمت المناداة عليها، راجت أخبار تفيد بان الأندية المعنية، رفضت السماح بالتحاق لاعبيها بمعسكر المنتخب المحلي، كما أعلن عن إصابة لاعب مولودية وجدة إسماعيل خافي، بالإضافة إلى وضعية محمد الناهيري الغامضة، بسبب توتر العلاقة بينه وبين إدارة الوداد، مع احتمال مغادرة حميد أحداد للرجاء وعودته للدوري المصري.
كلها معطيات تزيد من صعوبة إقامة المعسكر، مع ترويج خبر آخر يفيد بأن عموتة كان سيعفي لاعبي كل من الوداد والرجاء، ونهضة بركان وحسنية أكادير، من معسكر المحليين، نظرا لارتباطهم بالمباريات المؤجلة والتزامهم بالمسابقات الإفريقية، وهذه الأندية الأربعة ممثلة باللائحة ب 23 لاعبا من أصل الـ 28 المنادى عليها، فما الفائدة اذن من إقامة هذا المعسكر ، الذي تحيط به الصعوبات من كل جانب.
بصراحة لم نجد تفسيرا لخطوة الحسين عموتة، لأن المسألة تحمل كل حالات الشرود الممكنة، ويمكن وصفها بسوء تقدير على مختلف المستويات، وحده المدرب يتحمل تبعات الاتهامات وحتى التفسيرات، سواء كانت صحيحة او خاطئة، والتي رافقت الدعوة لإقامة معسكر تدريبي لا مبرر له.
خلاصة القول، فإن عموتة لم يكن في حاجة إلى هذه الوضعية غير المريحة التي وضع نفسه فيها.

محمد الروحلي

الوسوم , , ,

Related posts

Top