عمور تشجع على السياحة الداخلية وتفضل الاستجمام في أدغال زنجبار

أثار نشر صورة لفاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة، وهي تقضي إجازتها الصيفية بزنجبار الواقعة بالمحيط الهندي بتنزانيا شرق إفريقيا، انتقادات حادة من قبل مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ورفض الرأي العام الوطني، خطوة الوزيرة التي ذهبت للترويج وتشجيع السياحة التنزانية، عوض قضائها لعطلتها بالداخل، وسهرها على الأوضاع المحلية، خصوصا أن هذه الفترة تعرف توافد أفراد الجالية المغربية.

وفي الوقت الذي تشرف فيه مؤسسة محمد الخامس للتضامن على عملية مرحبا الخاصة باستقبال مغاربة العالم، اختارت المسؤولة الأولى على رأس قطاع السياحة الاستجمام في أدغال وبحار زنجبار.

إلى جانب ذلك، لم تكترث وزيرة السياحة لما يحدث داخل البلاد في المجال الذي تشرف عليه، فالمواطنون المغاربة الذين اختاروا قضاء عطلتهم بالمغرب، يشتكون من سوء الخدمات المقدمة في الفنادق، والنقل، والمطاعم، والمقاهي، وجميع مرافق الترفيه.

ويشهد القطاع السياحي بالبلاد، ارتفاعا جنونيا في الأسعار، نظرا لغياب التنافسية، والرقابة من قبل مصالح الوزارة الوصية على ذلك، فضلا عن تردي جودة المبيت والاصطياف والأكل، وهو ما كان يستدعي من الوزارة أخذ ملاحظات المغاربة بهذا الشأن محاولة للنهوض بالسياحة الداخلية، وليس هروب الوزير فاطمة الزهراء عمور إلى زنجبار.

وتنتشر في الآونة الأخيرة على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، مجموعة من الفيديوهات والصور التي توثق للاختلالات التي تشهدها السياحة المغربية، ناهيك عن غياب البنية التحتية لهذا القطاع الذي يعتبر حيويا بالمغرب نظرا لخلقه أزيد من 500 ألف فرصة عمل.

ويعتبر سفر وزيرة السياحة إلى الخارج، دعوة لباقي المغاربة من الطبقة المتوسطة وميسوري الحال، إلى التوجه نحو وجهات سياحية أخرى غير المدن المغربية، وذلك على حساب الوضع الاقتصادي المغربي الذي تساهم فيه السياحة بنسبة مهمة.

وبدأ النشاط السياحي المغربي يتعافى بعد جائحة كورونا، منعكسا إيجابا على الاقتصاد الوطني، حيث تتوقع مجموعة من الدراسات زيادة النمو بـ 1 في المائة خلال السنة المقبلة، ما يعني أن الوزيرة كانت مطالبة بتكثيف جهودها لمحاولة تحسين أرقام القطاع، استنادا إلى تحسين الخدمات، والبحث عن رؤوس أموال جديدة لإقناعها بالاستثمار داخل المغرب، لكن فاطمة الزهراء عمور لم تبالي لذلك.

وليست هذه الهفوة الأولى للوزيرة التي يخونها حدسها السياسي في تقدير الظروف، حيث سبق وأن أثارت الجدل بصفقة “المؤثرين” أثناء الترويج لبرنامج “فرصة” الخاص بتمويل حاملي المشاريع من الشباب، مستعينة بعدد متتبعيهم على حساباتهم الشخصية في وسائل وقنوات التواصل الاجتماعي لتحقيق انتشار “وهمي” فشل منذ البداية في الوصول إلى أهدافه.

وجرت العادة أن تقدم وزارة السياحة نهاية كل موسم، أرقاما حول نسبة نشاط القطاع بالمغرب، ما يعني أن الوزيرة ستتقدم إلى البرلمان لتستعرض الحصيلة التي لم تساهم فيها، وهي التي اختارت التحليق خارج أرض الوطن للاستمتاع بأجواء زنجبار الفارهة.

يوسف الخيدر

Related posts

Top