عن أي ميثاق شرف يتحدثون ؟

عرفت المباراة المؤجلة بين الوداد البيضاوي وأولمبيك آسفي، بعد زوال يوم الخميس، بملعب الأب جيكو، ظهور لافتة مرفوعة وسط جمهور الفريق المضيف، تضمنت إساءة مباشرة للغريم التقليدي الرجاء.
ونحن لا نسمح لأنفسنا بترديد أو نشر ما جاء في اليافطة، مادام أن الأمر مرفوض أخلاقيا وقانونيا. إن الرسالة التي أراد أصحاب المبادرة تمريرها تتعلق بنوع من “إرضاء” للرجاء من طرف لجنة البرمجة التابعة للجامعة، نظرا لكثرة التزامات الفريق الأخضر عربيا وقاريا.
والغريب أن هذا السلوك جاء بعد شهر تقريبا من توقيع ميثاق الشرف بين الإلتراس البيضاوية، التابعة لناديي الوداد والرجاء، حيث سبق أن اجتمعت قيادات المجموعتين قبل الكلاسيكو، كما تم الاتفاق أولا على مقاطعة مباراة الديربي وهذا ما كان بالفعل، والاتفاق أيضا حول مجموعة بنود أبرزها نبذ الخلافات والصراعات التي تساهم في تأجيج الصدامات.
إلا أن الشعار الذي رفعه أفراد من الجمهور الودادي يتناقض كليا مع ما وقع من بنود تضمنه “ميثاق شرف” والواجب الالتزام بها واحترامها، من أهمها وقف النشاطات العدائية، التي تساهم في حدوث الاشتباكات الدموية، مع منع رسم “الغرافيتي” وكل أنواع الرسوم على الجدران، وضرورة الحرص على احترام كل البنود وعدم تجاوزها، ومعاقبة كل مخالف لها ضمانا للتنافس الرياضي الشريف.
وجاء في الاتفاق، أيضا، الحرص على نبذ حالات الانتقام وعدم القيام بردود فعل متسرعة دون التواصل مع المسؤولين عن المجموعات، ومنع استعمال الأسلحة البيضاء والشهب النارية الخانقة. إلا أن البند الوحيد الذي احترم، على ما يبدو، في هذا الاتفاق، هو مقاطعة الديربي احتجاجا على إجرائه بملعب مراكش الكبير، قصد إظهار نوع من القوة وممارسة أسلوب الضغط، على مسؤولي الأندية والجامعة، أما الباقي فليست له أهمية في نظرهم، ويبقى مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي.
وقد سبق أن قلنا، في حينه، بأن حصول اتفاق بين الفصائل، بالرغم من اختلاف الفرق التي تساندها، كان ولا زال وسيظل مطلبا ملحا، إلا أن الأمر يبدو مرتبطا بفعل مقاطعة، وليس من أجل أهداف أخرى سامية مطلوبة، تساهم في تخليق الحياة الرياضية، ومحاربة المظاهر المسيئة للشأن الرياضي من قبيل الممارسات التي تثير النعرات والصراعات الهامشية، وتخدش الحياء العام، وغيرها من المظاهر الشاذة التي تبرز بين الفينة والأخرى بملاعبنا الوطنية.
المنتظر الآن هو معرفة موقف مسؤولي الالتراس المعنية بـ “ميثاق الشرف”، واتخاذ موقف حازم برفض ما جاء في مباراة آسفي، وإخبار الرأي العام الرياضي بذلك، والتعجيل بتفعيل ما تم الاتفاق حوله من بنود وتعزيزها، والعمل على انخراط فصائل أخرى، ليس فقط بمدينة الدار البيضاء، بل بباقي المدن الأخرى التي تنشط فيها بكثرة ظاهرة الألتراس.
وبدون هذه الخطوات المستعجلة، فعن أي ميثاق شرف يتحدثون؟؟؟

محمد الروحلي

Related posts

Top