غرس 5000 شجرة في يوم واحد بإقليم وزان

تزامنا مع تنظيم قمة المناخ (كوب 25) بمدريد إسبانيا، أعطت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بوزان الانطلاقة الرسمية لغرس أزيد من 5000 شجرة خلال يوم واحد، في إطار برنامج “شجرتي” وتحت شعار “شجرتي رئتي”، والتي دشنت كذلك لحملة موسعة للتحسيس والتوعية لفائدة التلاميذ.
وفي كلمة بالمناسبة، ذكر المدير الإقليمي بالأهداف والنتائج الإيجابية المؤملة لهذا المشروع على المؤسسات التعليمية، من حيث الاعتناء بجماليتها عبر عملية التشجير والبستنة، ومن حيث تنمية الوعي البيئي عند الناشئة عبر انخراطهم في أنشطة “شجرتي”. كما تطرق لتقاطع هذا المشروع البيئي مع العديد من البرامج والمشاريع التربوية بالإقليم، منها المشروع الإقليمي “قافلة العلوم” والبرنامج الوطني “الشباب والعلم” ومشروع المدارس الإيكولوجية، والبرنامج الإقليمي “داخليتي بيتي”، والمشروع الإقليمي “مدرسة نظيفة”، وغيرها من البرامج والمشاريع التربوية ذات الصلة بموضوع البيئة.
وأكد المدير الإقليمي على أن التربية البيئية تربية مستديمة تتسم بطابع الاستمرار والتطلع الى المستقبل، حيث تبدأ من مرحلة التعليم الأولي وتستمر في جميع مراحل التعليم النظامي وغير النظامي وعلى طول حياة الفرد، مما يتطلب تدخل وانخراط كافة الشركاء والفعاليات والمؤسسات والمصالح للمساهمة في مساعدة الناشئة والشباب على الاهتمام بالجانب البيئي.
وتميز حفل الافتتاح ببرنامج غني ومتنوع تضمن تقديم عرضين، الأول لممثل المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومكافحة التصحر حول موضوع “الشجرة ودورها في حماية الكائنات الحية والبيئية”، والثاني قدمه رئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة محمد بنعبو وتمحور حول إشكالية تدهور الغطاء النباتي والغابوي في العالم، جراء التدخل غير السليم للإنسان، مقترحا عددا من سبل المعالجة والتدخل للحد من ظاهرة القضاء على المجال الغابوي.
وتمت هذه العملية بحضور رؤساء الجماعات الترابية، ورؤساء وممثلي المصالح الخارجية الإدارية، ومديري المؤسسات التعليمية، والأطر الإدارية والتربوية وهيئة التفتيش بالمديرية، وكذا ممثلي المجتمع المدني وعلى رأسهم ممثلو جمعية مغرب أصدقاء البيئة، فضلا عن ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والمحلية
التلاميذ في قلب الحملة

وتم تخصيص عدة فقرات من البرنامج لتلميذات وتلاميذ الحوض المدرسي ونانة، الذين قدموا مجموعة من العروض المسرحية والحوارات والأناشيد والأغاني تمحورت جميعها حول القضايا البيئية، وعبروا من خلالها عن انشغالهم بالمجال البيئي، مخاطبين الحضور بضرورة الحفاظ على البيئة والحفاظ على كل الثروات التي تزخر به الأرض والتي تجمع وتفيد الإنسان من أجل الأجيال القادمة. ولعل ما ميز كذلك هذه الانطلاقة الرسمية، إدماج المنظمين لمحاور وورشات همت مجال الشباب والعلم، ومجال البرمجيات ومجال التوجيه التربوي ومجال التربية الفنية.
كما تم إطلاق الحملة التحسيسية الموسعة لفائدة تلاميذ الثانوية الإعدادية ونانة بهدف توعيتهم بأهمية الشجرة في المحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث وبالدور الكبير الذي يلعبه التشجير في الحفاظ على اتزان المنظومة الايكولوجية، حيث شارك التلاميذ المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بوزان، وبحماس كبير، في غرس أشجار متنوعة بساحة مؤسستهم. وفي نفس الوقت انخرط جميع التلاميذ على صعيد المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان في برنامج “شجرتي” حيث قاموا بغرس 5000 شجرة بجميع المؤسسات التعليمية بوزان.
واختتم النشاط بالاطلاع على أعمال عدد من الورشات التي أنجز التلاميذ خلالها إبداعات في مجالات مختلفة علمية وفنية، فضلا عن بعض المنتجات المرتبطة بالمجال الفلاحي كتربية النحل وغيرها.
إقليم وزارن.. تنوع بيولوجي في حاجة
إلى مزيد من الاهتمام
ويزخر إقليم وزان بوسط إيكولوجي متنوع يضم ثروة نباتية هامة تحتوي على نباتات عطرية وطبية مختلفة وغطاء غابوي يمتد على مساحة تقدر بـحوالي 20992.8 هكتار (أشجار الصنوبر، العرعار…) ويأوي أصنافا مستوطنة نادرة ومهددة بالانقراض كالآوى وطيور مهاجرة وأخرى مستوطنة وحيوانات كثيرة، الأمر الذي يستدعي حماية المجال الغابوي واتخاذ جميع التدابير اللازمة لإحيائه بما في ذلك حمايته من آفة الحرائق والاندثار والإتلاف وتأمينه وتنميته، نظرا للدور الهام الذي يضطلع به في عملية الحفاظ على التوازن الطبيعي والتنوع البيولوجي والبيئي والاقتصادي والاجتماعي لتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة.
وفي هذا السياق جاء عرض المهندس محمد بنعبو، رئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب اصدقاء البيئة والشريك البيئي للمديرية، خلال الجلسة الافتتاحية العامة لانطلاق فعاليات برنامج شجرتي، والذي قدم تفاصيل ضافية حول الوضعية الراهنة للغابات عبر العالم، والمغرب بالخصوص، مؤكدا على أن الغابة تشكل عنصرا أساسيا ضمن الثروة الإيكولوجية المغربية، على اعتبار أنها تحتضن ثلثي الأصناف النباتية، إلى جانب ثلث الأصناف الحيوانية.
كما تعتبر بلادنا أحد البلدان التي تتمتع بأصالة ثرائها البيولوجي، والبيوجغرافي، حيث تمتد التشكيلات الغابوية المغربية على مساحة كبيرة تمتاز بثراء وتنوع أصنافها النباتية التي تتميز أيضا بكونها قابلة للاستعمال في الأغراض الطبية والعطرية.

Related posts

Top