غلاء اﻷسعار يحول فرحة العيد إلى نكد على العائلات المغربية

مع حلول عيد اﻷضحى المبارك أصبحت العائلات المغربية تعاني من كابوس زيادة اﻷسعار بشتى المنتوجات التي تعتبر أساسية خلال هذه المناسبة الدينية الشريفة ببلادنا المغربية المسلمة .
ومع تزايد ارتفاع اﻷسعار يتزايد الضغط على اﻷسر المغربية التي أصبحت تتأرجح بين متطلبات العيد وإكراهات السوق.. مما جعل هذا العيد يتحول بقدرة قادر حكومي من يوم جميل وإيجابي إلى لحظة للحزن والقلق والاستياء.. وأصبح مجرد التفكير فيه وكأنه عبء وحمل ثقيل على كاهل الأسر المعوزة والمتوسطة، التي تترقب لحظة التخلص منه وتخطيه بأقل اﻷضرار المادية والنفسية.. وبالتالي تحول هذا العيد من حالة فرح إلى حالة نكد داخل الأوساط العائلية ولا سيما الشعبية منها.
الارتفاع الصاروخي للأسعار الذي شهده المغرب مؤخرا سواء تعلق الأمر بالسلع أو الخضروات أو المواد الطاقية أو المواد الغدائية، أصبح يخنق أنفاس وجيوب المواطنين، ويسائل روح وطبيعة اﻷجور الشهرية للعمال والموظفين وحتى المنتمين للطبقة الوسطى، كما يسائل الحكومة التي تغرق في صمت رهيب وغير مستساغ وكأنها لا تعيش في المغرب، وكأن أعضاءها ووزراءها لا يزورون الأسواق ولا يقتنون الخضروات والفواكه واللحوم والبنزين والزيت والزبدة و… ألم يبلغ لعلمهم أن المغربيات والمغاربة اكتووا بنار الأسعار التي تتسلق سلم الحياة اليومية كل لحظة وحين؟ وأن المغاربة من الطبقة المتوسطة والفقيرة لم يعد في استطاعتهم مسايرة هذا الغلاء الذي يشكل عائقا حقيقيا لنمط عيشهم المألوف؟؟ .
هوية وطبيعة اﻷسواق المغربية اليوم أصبحت مكتسية بثوب الغلاء مما يصعب على الطبقات الشعبية الفقيرة العيش بنمط عاد وقابل للمنطق.. فإذا كان البعض واعيا بالواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد وقادر على قراءة وتحليل الظاهرة ومسبباتها، فإن البعض اﻷخر يجهل تماما اﻷسباب التي جعلت هذه اﻷزمة تؤثر سلبا على السير العادي للمواطن المغربي وعلى النفسية العامة للمجتمع. فالعيد وباﻷخص عيد اﻷضحى يتطلب لوازم وشروطا أساسية لتطبيق السنة الدينية وإدخال الفرحة على اﻷطفال والأبناء والأسر.. ولعل الجميع يدرك أن البيوت المغربية تتمسك بشكل دقيق ومتشدد بالتقاليد والعادات المرتبطة بالأعياد والمناسبات الدينية، وتحضر وبقوة خلال هذه المناسبة عدة أشكال للتعبير عن الفرح والاحتفال، لكن غلاء أضاحي العيد رغم توفر اﻷسواق عليها أعاق هذه الاحتفالية المعتاد عيشها قبل وأثناء وبعد يوم العيد.. فسرعان ما ذاب هذا الشوق لمثل هذا اليوم وسط لهيب الغلاء عامة والذي أحرق بناره حتى اللوازم اليومية التي تحتاجها ربات البيوت مما أثار غضب الشعب المغربي عامة والطبقة الفقيرة خاصة .
ويبقى السؤال المطروح إلى متى تستمر هذه الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الأساسية بالمملكة؟ وما هي الحلول المقترحة لتخطي أزمة الغلاء بالمغرب؟ كلها أسئلة تصب في نفس هدف واحد هو تجاوز أزمة الغلاء والزيادات الصاعقة.. ولكن قبل التفكير في الحلول الممكنة، يتعين على وزراء حكومة السيد أخنوش أن يستيقظوا من سباتهم ويتحدثوا إلى المواطنين ليفسروا ما الذي يقع في البلاد.. إن كانوا هم أنفسهم فاهمين وداركين ما يقع…

< بقلم: فاطمة الزهراء برابحة

Related posts

Top