فخر كرة القدم الوطنية

سافر فريقا الوداد والرجاء البيضاويان إلى كل من تونس والكونغو لخوض غمار إياب دور ربع نهاية عصبة أبطال إفريقيا، والدفاع عن فارق الهدفين اللذين فازا بهما أمام كل من ناديي نجم الساحل وتي.بي. مازيمبي.
الفريقان معا أقنعا خلال مباراتي الذهاب، وفازا بالنتيجة والأداء، أمام جمهور قياسي شد كالعادة أنظار المتتبعين، ليس فقط بالعدد، بل بالتأثير وطريقة التشجيع، والمستوى اللافت من حيث الاجتهاد في طريقة إخراج وإبداع اللوحات والتيفوهات.
والمؤكد أن جمهور الفريقين سيكون حاضرا لدعم فريقيهما بملعبي رادس بتونس وملعب بلوممباشي، صحيح أن ظروف السفر والمشاكل التي تحدث عادة في مثل التنقلات، والكوطة التي تحدد سلفا من طرف الأندية المضيفة، عوامل لن تساعد على الحضور بإعداد كبيرة، لكن ومع ذلك، فإن جمهور الرجاء والوداد سيكون حاضرا للدعم والمساندة.
في أقصى نقطة من القارة الأفريقية، وأينما رحل وارتحل الفريقان البيضاويان، فالأكيد أنك ستجد جمهورهما هناك، بل في كل مكان بالقارات الخمسة أو الستة، تجد جمهورا يحمل اللونين الأحمر والأخضر، وشعار الفريقين الكبيرين.
جمهور كل ناد يسافر في كل الدنيا، من أجل تكريس حبه وعشقه اللامتناهي للناديين الكبيرين، يبذل الغالي والنفيس من أجل الاستمرار في لعب هذا الدور، بكثير من التلقائية والانخراط الأبدي، ومن يحب وكما قال الكاتب والشاعر الإنجليزي وليام شكسبير: “لا يقسو لا يمل لا يهرب لا يهمل لا يفارق لا يخادع لا يختبئ خلف أعذار مصطنعة، من يحب يحارب”، وهذا قدر جمهوري الحمراء والخضراء.
دورهما قوة حقيقية يستمد منها الفريقان طاقة لا تقدر بثمن، تضعهما بمكانة خاصة غير قابلة للنقاش، ولعل أكبر دليل وهو الأعراس الكبيرة المتمثلة في الديربيات السنوية، والتي تحولت إلى عنوان للإثارة والمتعة والصراع الرياضي، ولعل آخر مثال على الصفات، المقابلة التي جرت أواخر السنة الماضية برسم ثمن نهاية كأس محمد السادس للأندية الأبطال.
يحتل الديربي البيضاوي مكانة جد متقدمة عالميا، وهذا بفضل الدور الذي يلعبه الجمهور الذي لا ينتمي فقط للعاصمة الاقتصادية صاحبة الكثافة السكانية الكبيرة، بل هناك جمهور يعشق الفريقين في كل المدن والأرجاء، إلى درجة يمكن معها القول بأن أي شخص يمكن أن يساند فريقه المفضل إما بحكم الانتماء المجالي أو القبلي، إلا أنه في الأخير، لابد وأن يحب إما الرجاء أو الوداد، كقدر لا مفر منه.
لا يمكن تصور كرة القدم الوطنية بدون جمهور الوداد والرجاء، جمهور يحمل بكل سخاء ووفاء اللونين الأحمر والاخضر، واللذين هما في النهاية لونا العلم الوطني.
برافو…

محمد الروحلي

Related posts

Top