فرصة بركان والحسنية

بقدر ما اعتبر وصول ثمانية من أقوى الأندية على الصعيد القاري لدور ربع النهاية لعصبة الأبطال الإفريقية، سابقة في تاريخ هذه المسابقة على الأقل في العشر سنوات الأخيرة، فإن الوضعية في كأس الاتحاد تعتبر مختلقة تماما.
ولعل أبرز ملاحظة تسترعي الانتباه بالمسابقتين معا، تمكن كل من المغرب ومصر من تأهيل فريقين في كل مسابقة، وهو إنجاز في حد ذاته، لكونه يساهم في تعزيز حظوظهما للذهاب بعيدا في الأدوار القادمة.
نهضة بركان وحسنية أكادير وصلا إلى هذا الدور بعد احتلال الرتبة الأولى في المجموعتين الثالثة والرابعة، وهذا التقدم يجنبهما مواجهة فرق تبدو مستعدة للمنافسة، وهي بيراميدز المصري وحويا كوناكري الغيني، ورصيدهما المرتفع من حيث النقط بعد انتهاء دور المجموعات، أكبر دليل على الإمكانيات التي يتوفران عليها.
نهضة بركان وصلت السنة الماضية إلى المباراة النهاية، إلا أنه خسرها أمام الزمالك المصري في ظروف تابعناها جميعا، إذ لم تعكس مجريات المباراة التي كان فيها أداء البركانيين قويا، كما أن الحيثيات التي رافقت اللقاء والتأثيرات المحيطة به، عكست أوجه الفساد الذي يعشعش داخل دواليب كرة القدم الإفريقية منذ سنوات.
قبل الوصول إلى النهائي، تجاوز الزمالك المصري دور الربع على حساب حسنية أكادير بعد موقعة شهيرة ذبحت فيها المنافسة الشريفة والمتكافئة، ذبحا علانية وأمام الملأ، حرم خلالها الفريق السوسي من هدف مشروع في الدقائق الأخيرة، كما أن الحكم الأنغولي هيلدر مارتينز دي كارفالهو الذي قلد اللقاء، تغاضى بوضوح عن إعطاء بطاقة ثانية للاعب المصري، وهذان الخطئان كانا من الممكن أن يغيرا النتيجة لصالح الفريق المغربي.
هذه السنة تبدو الفرصة جد مواتية أمام نهضة بركان وحسنية أكادير، على اعتبار أن أقوى الأندية اجتمعت دفعة واحدة بعصبة الأبطال، وبالتالي فإنه لا بيراميدز ولا حوريا يمكن أن يقفا أمام طموح الفريقين المغربيين، على أمل وصولهما معا للمباراة النهائية، وإبقاء اللقب بالمغرب.
والمؤكد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب الكثير من اليقظة وتفادي حالة الفراغ التي تطرأ على أدائهما بصورة مفاجئة، كما حدث في آخر جولة من دور المجموعات، بعد تعادل النهضة ببركان ضد زاناكو الزامبي، وهزيمة مخيفة للحسنية بأكادير أمام بارادو الجزائري، وبحصة تطرح أكثر من تساؤل.
إذن الفرصة سانحة والتتويج يبدو في المتناول، وما على ممثلي المغرب إلا استحضار روح المنافسة العالية في باقي المراحل التي تزداد صعوبة، والحرص على تجاوز بعض الأخطاء التقنية التي تحدث بين الفينة والأخرى.

صلاح الدين برباش

Related posts

Top