فشل قطري جديد

تأجل مرة أخرى تحقيق حلم ناصر الخليفي مالك نادي باريس جرمان الفرنسي، بالفوز بعصبة الأبطال الأوروبية لكرة القدم، بعد الإقصاء مساء الثلاثاء الماضي في نصف النهاية أمام مانشستر سيتي الإنجليزي.
عقد من الزمن، صفقات قياسية، نجوم من العيار الثقيل، تعدد التجارب مع مدربين من مختلف الجنسيات، ورغم ذلك لا زال الإخفاق يلازم فريق العاصمة الفرنسية، والذي تحول إلى ملكية قطرية مائة في المائة.
أبرز انجاز تحقق حتى الآن، يبقى الوصول إلى المباراة النهائية الموسم الماضي، والتي خسرها بهدف لصفر أمام بايرن ميونيخ الألماني، غير ذلك فلا شيء يذكر، اللهم من السيطرة على الدوري الفرنسي، أمام أندية بمستوى جد متوسط وميزانية تعتبر الأضعف على المستوى الدوريات الخمسة الكبرى على الصعيد الأوروبي.
وفي كل سنة يعتقد الخليفي أن الحلم سيتحقق، ولحظة تحقيق أي نتيجة إيجابية خلال الأدوار المتقدمة، يخرج صاحب قنوات “بي إن سبورت” ليؤكد أن ناديه يعد أبرز مرشح للتتويج، إلا أن هذه الأمنية لم تتحقق بعد، ليتواصل الحلم وتتواصل السيولة المالية القادمة، ويتواصل مسلسل الفشل، رغم الصفقات المالية الضخمة، والصرف ببذخ على اللاعبين والنادي.
تعاقدت إدارة باريس سان جرمان مع عدد من المدربين الكبار خلال الفترة مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والفرنسي لوران بلان، والإسباني أوناي إيمري، والالماني طوماس توخيل، وحاليا الأرجنتيني ماورو بوكيتينو، لكنهم جميعا فشلوا في تحقيق الهدف الأول للإدارة القطرية، لتستمر العقدة الذي تلازم ناد، لم تنفع معه عملية ضخ أموال بشكل خرافي، يتجاوز في الكثير من الحالات حدود المنطق.
والخطأ الذي سقط فيه الخليفي، هو الاعتقاد أن المال وحده مفتاح النجاح، والتجربة أكدت أن هذا الاعتقاد غير صحيح، فأندية لا تنفق نفس المبالغ، ولا تتسابق لجلب لاعبين بأرقام فلكية، ورغم ذلك استطاعت أن تتوج باللقب الأوروبي، كما هو الحال بالنسبة لبطل النسخة الأخيرة، بايرن ميونيخ الذي لا يبالغ في القيام بصفقات قياسية، كما أنه لا يظهر أي بذخ في الإنفاق، ورغم ذلك نجده دائم الحضور على مستوى الألقاب ومنصات التتويج.
المؤكد أن مجلس إدارة باريس جرمان بقيادة ناصر الخليفي، سيواصل مطاردة الحلم المؤجل، حلم سيكبر مع احتضان قطر السنة القادمة لمباريات كأس العالم، وأمنيته الغالية تتمثل في حمل كأس العصبة الأوروبية، والقيام بدورة شرفية بالدوحة، تزامنا مع أعراس المونديال ولأجل ذلك فالمال لا يهم، حتى ولو تطلب الأمر التعاقد مع كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، مهما كلف ذلك من ثمن.
“سير على الله اسي لخليفي” …

>محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top