فشوش رونار..

اختار الناخب الوطني هيرفي رونار مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان يوم الاثنين الماضي عن اللائحة الأولية للمنتخب الوطني استعدادا لمباراتي مالاوي والأرجنتين. 

وجاء هذا الاختيار غير العفوي ولا التلقائي، ليظهر إصرار المدرب الفرنسي، على عدم احترام الطرق الإدارية المتعارف عليها قصد الإعلان عن برنامج عمله وأخبار استعدادات المنتخب بالإضافة إلى التعبير عن مواقفه وآرائه كمدرب.

فالإعلان عن لائحة المنتخب، لابد وأن يسلك طريقا رسميا أيضا، ألا وهو الموقع الرسمي للجامعة المسؤولة بالدرجة الأولى عن كل ما يهم الفريق الوطني، إلا أنه يفضل عادة الانفراد بكل المستجدات، وعدم إظهار أي نوع من الاحترام نحو إدارة الجامعة.

أعلن رونار بطريقته الخاصة عن اللائحة، دون أن يكلف نفسه عناء عقد ندوة صحفية قصد تفسير اختياراته، ولا الإجابة عن التساؤلات التي تشغل بال الرأي العام، كما يحدث في كل بقاع العالم، كما جرت العادة رفضه إجراء حوارات مع الصحافة الوطنية وتفضيله إجراء حوارات مع صحف أجنبية، وبصفة خاصة الفرنسية منها.

سلوك هذا الموقف غير المهني يطرح في الميزان علاقته مع إدارة الجامعة، فهو مقيم باستمرار بالعاصمة السنغالية دكار، مع أن مهمته تقتضي تواجده بالمغرب وتتبع مباريات البطولة الاحترافية والوقوف على تفاصيل مشاركات الأندية المغربية على الصعيد القاري والعربي، بالإضافة إلى مسؤوليته كمشرف عام على باقي الفئات السنية، وحتى عندما يزور بالمغرب، فإن مقامه الدائم يكون بمدينة مراكش عوض الرباط حيث المقر الرسمي للجامعة. 

وكما قلنا في مناسبات سابقة، فهذا المدرب لا يتردد في إظهار نوع من التعالي الذي يصل إلى حدود العجرفة، بل ذهب في إحدى المناسبات إلى حد الإساءة اللفظية، عندما قال إن هناك عملية بيع وشراء حتى في ذمم أفراد من الجمهور الرياضي، خصوصا حينما تمت مطالبته بتوجيه الدعوة لحكيم زياش.

 كما أنه لا يتردد في كل مناسبة لتقديم دروس للصحفيين، ومخاطبتهم خلال الندوات الصحفية بأسلوب غير لائق وغير مهذب تماما، وغيرها من الممارسات التي لا يمكن أن تصدر عن مدرب يحترم مهنته.

نعرف جيدا المسار الدراسي والتاريخ الرياضي والتكوين الأكاديمي لرونار، وعلى هذا الأساس لا يقبل أن يسعى لإظهار شخصية أخرى غير التي يعرفها الجميع، حتى ولو بالغ في توزيع ابتسامة غير بريئة تماما.

وهنا لابد مرة أخرى من طرح التساؤل حول الأسباب التي جعلت رونار يتحول إلى كائن ضخم، بسلوكات غير مبررة تماما، فالأكيد أن التساهل الذي تتعامل به الجامعة مع بعض التفاصيل والجزئيات، هي التي ساهمت في هذا التحول الغريب بشخصية هذا المدرب الذي  تحول مع مرور الأيام إلى شخص لا ينضبط لقرارات إدارة الجامعة…

فعل يستوعب مسؤولو الجامعة الدرس؟

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top