فضول الطفل مؤشر على ارتفاع درجة ذكائه

يؤكد علماء النفس أن أسئلة الطفل المتكررة وتلهفه لمعرفة ما يدور حوله يعكس ارتفاع درجة ذكائه، وهو ما أكدته أيضا دراسة حديثة، أشارت إلى أن تلهف الطفل لمعرفة الحقائق مؤشر على ارتفاع منسوب الذكاء لديه، حيث اكتشف باحثون من جامعة أميركية أن الأطفال الذين كانوا مندفعين إلى التساؤل باستمرار، حققوا علامات مرتفعة في اختبارات الذكاء وهو ما يعكس فضولهم المتنامي وهم في سن الثالثة من العمر
ويجمع علماء النفس على أن الفضول يشجع الأطفال على التفكير النشط واستكشاف المجهول ويثير أسئلتهم ويروي عطشهم للمعرفة. ويعتبرونه مفتاح النجاح الذي يقودهم إلى فهم الرياضيات والقراءة بشكل جيّد في مرحلة الطفولة المبكرة. لذلك يدعو علماء النفس الآباء إلى تخصيص بعض الوقت للرد على أسئلة الأطفال أو استكشاف الإجابات معا.
وتعد الأسرة الخلية الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويسعى من خلالها إلى اكتشاف البيئة المحيطة به فيؤثر فيها ويتأثر بها حيث تكثر أسئلته ويزداد فضوله. وتعتبر مرحلة ما قبل سن المدرسة المرحلة الأهم في اكتشاف فضول الطفل حيث تنتابه الأفكار والتساؤلات. ويختلف الأطفال في ذلك فمنهم من يبدأ بالأسئلة مبكرا ومنهم من يتأخر قليلا وهناك من يسأل ثم يتوقف وهناك من يستمر طوال فترة الطفولة في طرح الأسئلة ذلك أن أسئلة الأطفال تكون على أشدها في السنوات الأولى من عمرهم.
ويؤكد علماء النفس أن الفضول يطور الاتجاهات الفكرية والمعرفية للأطفال ويجعلهم يتقبلون التغيير ويتعلمون كيفية التعامل معه مشيرين إلى أن الأسئلة العشوائية التي يطرحها الأطفال تقل شيئا فشيئا ليحل محلها خوض التجارب الشخصية عند الكبر.
وينصح خبراء علم النفس الآباء بالابتعاد كليا عن أسلوب صدّ الطفل عن نزعه إلى الفضول معتبرين أن الصد قد يؤدي إلى امتناع الطفل عن التفكير في ما حوله والاستفسار في سبيل التطوير الفكري الخاص به، مؤكدين على ضرورة التعامل مع فضول الطفل قدر الإمكان والتعاون معه بشأن دوافعه. كما يشددون على ضرورة أن يجد الطفل الجواب، مهما كان سؤاله محرجا كأن يسأل عن سر وجوده وهو السؤال الذي عادة ما يتم التهرب منه وهذا خطأ، وفق اعتقادهم.
ويرى علماء النفس أنه تجب الإجابة على السؤال بأفضل وسيلة ممكنة حتى يفهم الطفل من خلالها شيئا عن طريقة حضوره للعالم دون الخوض في التفاصيل.
ويؤكد الخبراء أن امتناع الأهل أو المربي عن الإجابة عن الأسئلة لن يدفع الطفل إلى عدم تكرارها بل سيدفعه إلى الذهاب إلى شخص آخر من المحتمل أن يرد عليه بطريقة تخرب شخصيته وتؤذيه.
كما ينصح خبراء علم النفس بالرد على تساؤلات الطفل وفق كل سؤال دون مغالطته أو إدخاله في متاهات حتى ينسى السؤال الذي طرحه. ويصرّون على الإجابة على أسئلته بصراحة وأن تكون الإجابة حاملة لمعلومة وردّ مقنعين للطفل دون الخوض في التفاصيل الصغيرة التي لا تناسب عمره.

Related posts

Top