فهد لشهب: سيرة شاب يشق طريق الإخراج السينمائي والتلفزي بكل عزم

يلعب الشباب دورا رياديا كبير في حمل مشعل التقدم والرقي لمجتمعاتهم؛ لما يختزنونه من طاقات هائلة وواعدة بالعطاء المتجدد الذي يتطور باستمرار بعد اكتساب الخبرات والتجارب المهنية والحياتية في شتى المجالات.دعما للشباب الطموح الواعد بالعطاء في مجالات مهمة كمجال السينما والفن، ارتأيت في هذا المقال أن أقدم مخرجا سينمائيا مغربيا شابا: فهد لشهب.
ولد المخرج المغربي “فهد لشهب” في 27 أكتوبر 1988.فبعد دراسته بثانوية المجد بالقنيطرة، وحصوله على البكالوريا التجريبية في العلوم عام 2007 ، غادر المغرب لمواصلة دراسته العليا بإسبانيا؛ حيث حصل على دبلومه الأول في علوم الكمبيوتر؛ بعدها التحق بمدرسة السينما والدراما “متروبوليس” في مدريد، وتخرج منها ، وقد عمل على إخراج فيلم قصير بعنوان
‏(El DESTINO الْقَدَرُ) من إنتاج CRISALIDA PIZZARA FILMS. باعتبار هذا الأخير، يشكل مشروع نهاية التكوين الذي خضع له المخرج “فهد لشهب” بهذه المدرسة.
وفي عام 2012، حصل هذا المخرج الواعد،على شهادته المهنية في صناعة الأفلام. وبعد عودته إلى بلدهالمغرب، خاض تجربة الإخراج كمخرج متدرب في العديد من مشاريع الأفلام الروائية، لا سيما مع المخرجين حسن دهاني ويونس الركاب وهشام الحياة وهشام الأمل. ثم حصل على منصب مساعد المخرج الثاني في فيلم قصير بعنوان “LA MELODIE DE LA MORPHINE” وهو فيلم من إنتاج شركة Caravan Chergui للإنتاج؛ ثم شغل منصب مساعد مخرج أول في آخر فيلم قصير بعنوان LA CENAمن إخراج إليسا كول (ElisaColl).
بعد هذه التجربة خاض المخرج ” فهد لشهب “تجربة أخرى نوعية مرتبطة بكتابة سيناريو وإخراج فيلمه الروائي الطوي لعام 2016، الذي هو عبارة عن دراما عائلي، موسوم بـ “البريء ” L’INNOCENT، والذي تم تصويره في كل من القنيطرة، الرباط وابنسليمان. الفيلم من إنتاج شركة MultiMedia Joinning Services، تحت إدارة وتنفيذ المنتج محمدبوشعيب، وتشخيص كل من “عبد الرحمن عطار” و”نرجس حلاق” و”فريد الركراكي”، وعبد الله بن سعيدوفرح أمها.
ويحكي هذا الفيلم قصة الطفل “أمين” البالغ من العمر 12 عاما، الذي يعاني، في السنوات الأخيرة من عمره، من اضطرابات سلوكية وافتقار في التركيز، في كل من البيت والمدرسة، بسبب تعامل أبيه السيء معه.
وأمام هذا الوضع المزرى، تقرر، في النهاية، والدته”غيتة” اصطحابه إلى طبيب نفساني. هذا الأخير يكتشف لديه اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وهو اضطراب خطير على حياة هذا الطفل، ويصف له حبوبًا “محددة”، كحل وحيد للعلاج، لكن والده يرفض هذا النوع من العلاج.
وفي عام 2018 يخرج فهد الأشهب فيلمه الطويل الثاني “أشياء صغيرة”«PETITESCHOSES» بدعم من المركز السينمائي المغربي CCM. وهو من إنتاج شركة (SaguiaProduction) وتوقيع المنتج الغالي الطالبي، وسيناريو عمر قرطاح، ومدير التصوير جان مارك سيلفا (Jean Marc Selva) وفي هندسة الصوت فيصل زمزم،ومونتاج وتوليف فهد لخماس،موسيقى محمد سيسي، والديكور رابعة الرحموني، والملابس، أسيا الإسماعيلي، والمكياج آمنة لحمر، ومرحلة ما بعد الإنتاج (Next Fram). وتحكي قصة هذا الفيلم عنالزوجين (محمدوحياة) اللذان يقود كل واحد منهما حياته الزوجية بأسلوب جد مختلف عن الآخر: فالزوجة “حياة” تقودها بشكل لطيف وهادئ؛ بينما زوجها “حمد”، فهو يقودها بشكل يتخلله نشاط مفرط في طموحاته السياسية والريادية الكبيرة. وهذه المفارقة الحياتية لم تترك للزوجة “حياة” فرصة إذكاء شعلة الحب والمودة مع زوجها محمد؛ إذ جعل هذا الوضع مسألة الصبر أمرا يشكل بالنسبة إليها تحدياً له استمراريته في الزمان وفي المكان.
بعد هذه النبذة التعريفية لهذا المخرج المغربي الشاب، يمكن الختم بالقول بأن الشباب رأسمال حقيقي لكل أمة من الأمم التي تروم التطور والتقدم، وثروة حقيقية لا ينبغي تهميشها والتقليل من شأنها وتبخيس مجهودها الإبداعي والفكري في كل مجالات الحياة. ويبقى المخرج “فهد لشهب” من هؤلاء الشباب المغربي الواعد بالعطاء الكبير، فهو يشق طريق الإخراج السينمائي والتلفزي بكل عزم وثقة كبيرة، ونرجو له ولبقية الشباب كامل التوفيق والسداد في مشاريعه الفنية المستقبلية.

> بقلم: عبد الجبار الغراز

Related posts

Top