في سنة الأولمبياد ..

ونحن نودع سنة 2016، لم يختلف الحال كثيرا عن سابق السنوات من حيث النتائج المسجلة على مختلف الأصعدة، اللهم أنها كانت سنة أولمبية شهدت -في المجمل- محصلة هزيلة وإقصاءات وانتكاسات لممثلي 13 رياضة بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية بريو دي جانيرو البرازيلية.
وحدها الملاكمة نجحت في صعود منصة التتويج بالأولمبياد بواسطة الملاكم والبطل العالمي محمد ربيعي الذي أحرز ميدالية برونزية في وزن 69 كلغ، في حين فشل البقية في بلوغ مراحل متقدمة وأهدر بعضهم فرصا سانحة للظفر بالنحاس الأولمبي بسبب ظلم التحكيم، دون أن ننسى قضية حسن سعادة الذي اتهم بـ “اغتصاب” عاملتي نظافة.
وحتى ألعاب القوى التي تقمصت دوما دور المنقذ بالألعاب الأولمبية بإحرازها 19 ميدالية منذ دورة روما 1960، أخفقت إخفاقا ذريعا، بسقوط عدائيها العشرين تواليا كسقوط أوراق الخريف في ليلة من ليالي نونبر، وحتى العداء البطل عبد العاطي إيكيدر لم ينجح في تسجيل مركز أفضل من الخامس في نهائي 1500م، كنتيجة أفضل بكثير من نتائج زملائه.
أما سباق الدراجات، فقد لم تحد عن دأبها بالتوهج على المستويين الإفريقي والعربي فقط، حيث حقق دراجوها بمختلف الأعمار نتائج لافتة، إلا أنهم ما زالوا عاجزين عن شق الطريق إلى العالمية، ولو أنه لا يمكن تبخيس إنجاز الدراج أنس أيت العبدية الذي تفوق على الكبار وأكمل سباق ريو الذي أقيم على واحد من أصعب المسارات في العالم.
بدوره، التايكواندو الذي عول المغرب عليه لانتزاع المعدن الأولمبي لم يكن في مستوى التطلعات، بعدما قدم ممثلوه عمر حجامي وحكيمة المصلاحي ووئام ديسلام مستويات طيبة في استحقاقات سابقة، لكن الأخيرة مثلا أهدرت فرصة قد لا تكرر مرة أخرى بحكم تقدمها في السن بعد 4 سنوات.
وفي رياضة قتالية أخرى، خرج أبطال الجيدو المغاربة عماد باسو وغزلان زواق وأسماء نيانغ بأخفاف حنين، ونفس الحال للمصارعين الثلاثة مهدي مسعودي وزياد أيت أوكرام وشكير أنصاري والرباعين خالد العبايدي  وسميرة عواس.
ولا يمكن الحديث عن إنجازات بالنسبة للفروسية أو الغولف، سوى أنها وقعت على أول مشاركة بالأولمبياد لها عبر الفارس عبد الكبير ودار واللاعبة مها الحديوي، ولا داعي لنذكر نتائج السباحة والرماية والمسايفة والكانوي كاياك، فهي الأخرى اكتفت بشرف الحصول على “بادج أولمبي”.
دورة ريو 2016 -مع الأسف- تجسيد للواقع “المر” للرياضات المغربية، خاصة الجماعية منها، إذ باتت المنتخبات الرياضية لكرة القدم والسلة واليد وغيرها، غير قادرة حتى على ضمان المشاركة بالحدث الكوني، لم تنقذه -نسبيا- سوى برونزية قفاز والظهور الأول لبعض الرياضات.
> صلاح الدين برباش

Related posts

Top