في ظل أوجه عديدة للامساواة.. الأمم المتحدة تتوقع استمرار الإيدز في حصد ملايين الأرواح خلال العقد القادم

حذر برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز من أن 7.7 مليون حالة وفاة مرتبطة بالإيدز قد تحدث على مدى العقد القادم، إذا فشل العالم في معالجة أوجه عدم المساواة.
وأطلق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز هذه الصرخة في تقرير جديد له قبيل اليوم العالمي للإيدز (1 ديسمبر).
وتشير توقعات وكالة الأمم المتحدة التي تقود المعركة العالمية للقضاء على الإيدز  إلى أن 7.7 مليون وفاة مرتبطة بالإيدز ستحدث بين عامي 2021 و2030 إذا ظلت تغطية خدمة فيروس نقص المناعة البشرية ثابتة عند مستويات 2019.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، ويني بيانيما، إن هذه دعوة عاجلة للعمل، وأضافت تقول: “التقدم للتغلب على جائحة الإيدز، الذي كان بالفعل بعيدا عن المسار الصحيح، يتعرض الآن لضغوط أكبر مع استمرار تفشي أزمة كـوفيد-19، وتعطل خدمات الوقاية والعلاج من فيروس نقص المناعة البشرية وخدمات التعليم وبرامج الوقاية من العنف وغيرها”.
وأضافت أنه لا ينبغي الاختيار بين إنهاء جائحة الإيدز اليوم والاستعداد لجوائح الغد، “النهج الوحيد الناجح سيحقق كليهما. حتى الآن، لسنا على الطريق الصحيح لتحقيق أي منهما”.
وفي رسالة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “لا يزال من الممكن إنهاء الجائحة بحلول عام 2030، لكن ذلك يتطلب إجراءات مكثفة وتضامنا أكبر. للتغلب على الإيدز – وبناء القدرة على الصمود ضد جوائح الغد – نحن بحاجة إلى عمل جماعي”.

تباطؤ التقدم بشكل كبير

يصادف هذا العام مرور 40 عاما على الإبلاغ عن أول إصابات بالإيدز. ومنذ ذلك الوقت، حيث تلاقت الاستثمارات مع الطموح، كان التقدم كبيرا لا سيما في توسيع نطاق الوصول إلى العلاج.
وبحلول يونيو 2021، حصل 28.2 مليون شخص على علاج فيروس نقص المناعة البشرية – وهو ارتفاع من 7.8 مليون في عام 2010، على الرغم من تباطؤ التقدم بشكل كبير. وتتبع العدوى أيضا خطوات عدم المساواة:
وتسجل ست من كل سبع إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين اليافعين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في صفوف الفتيات.
كما يواجه الرجال المثليون وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، والعاملون في الجنس والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات خطرا أكبر 25-35 مرة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم.
وقد انخفضت وتيرة اختبار الفيروس وبدأ عدد أقل من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية العلاج في عام 2020 في 40 من 50 دولة تقدم تقارير إلى برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
وفي عام 2020 أيضا، تعطلت خدمات الحد من الضرر للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات في 65 في المائة من 130 دولة شملها الاستطلاع.

1.5 مليون إصابة جديدة في 2020

حققت بعض البلدان، بما في ذلك بعض البلدان التي لديها أعلى معدلات إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، تقدما ملحوظا ضد الإيدز.
مع ذلك، فإن الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية لا تتراجع بسرعة كافية على مستوى العالم لوقف هذه الجائحة، مع تسجيل 1.5 مليون إصابة جديدة بالفيروس في عام 2020 وزيادة معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في بعض البلدان.
وقالت بيانيما: “نحن نعلم ما الذي ينجح من خلال رؤية استجابات رائعة للإيدز في بعض المناطق. لكننا نحتاج إلى تطبيق ذلك في كل مكان للجميع”.
وأشارت إلى أن إنهاء التفاوتات للقضاء على الإيدز هو خيار سياسي يتطلب إصلاحات جريئة في السياسات ويتطلب التمويل.
عدم المساواة يرفع الخطر.. موريتانيا نموذجا

في منطقة الميناء، إحدى ضواحي نواكشط عاصمة موريتانيا، أقيمت خيمة لتقديم المشورة واختبار فيروس نقص المناعة البشرية، ويصطف الأشخاص لمعرفة وضع نقص المناعة البشرية عبر الاختبارات السريعة.
يقول محمد بلال، المشرف في المنظمة غير الحكومية SOS Pairs Educateurs: “اليوم أشرف على حدث لإجراء الفحوصات والتوعية المجتمعية للأشخاص الذين يعيشون في حي الميناء.”
الفقر والجوع وضعف التعليم أمور شائعة في الحي، لذا فإن رفع التوعية المجتمعية مهم للسكان.
يقول منسق البرنامج، محمد مولود: “قبل تناول الدواء، ثمة أولويتان: يجب على المريض أن يتناول الطعام أولا، وأن يجد وسيلة تنقل لإحضار الدواء. إذا لم تتوفر الأولويتان معا، فإن الأولوية الثالثة ستفشل، ولن يأخذ المريض علاجه”.
يتركز وباء فيروس نقص المناعة البشرية في موريتانيا في المدن وبين الفئات الضعيفة. ويقل معدل انتشار الفيروس بين عامة السكان عن 1 في المائة ولكنه 4 في المائة بين السجناء و9 في المائة بين المشتغلين بالجنس و23 في المائة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين.
ولأن موريتانيا تجرم الاشتغال بالجنس والعلاقات بين المثليين، يميل الناس إلى إخفاء الإصابة.
وعلى الرغم من التقدم المحرز في المنطقة، يمثل غرب ووسط أفريقيا 8 في المائة من سكان العالم، لكنها موطن لـ12 في المائة من جميع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية على مستوى العالم ويعانون من 22 في المائة من جميع الوفيات المرتبطة بالإيدز في العالم.
يقول المصطفى الطيغي، المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، في موريتانيا: “عدم المساواة هو أساس الكثير من المشاكل، لا سيما في مكافحة الإيدز. إذا لم تحترم حقوق الإنسان، وإذا كان هناك وصمة تمييز وإذا تخلف الناس عن الركب، فإن كل هذا يزيد من مخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية”.

Related posts

Top