كلويفرت: المنتخب الهولندي يمر بمرحلة انتقالية

يقال إن اللاعبين الكبار هم خليط من الموهبة والحدس والذكاء. إذا رجعنا بالذاكرة إلى الوراء سنجد أنه في حالة باتريك كلويفرت كانت هذه الصفات تأتيه بشكل طبيعي. لقد كان مهاجم أياكس وبرشلونة سابقاً، السريع خارج منطقة الجزاء والفعال داخلها، أحد أبرز نجوم المستديرة الساحرة في سنوات التسعينات.
لقد مر بعض الوقت، وترك هذا اللاعب السابق، الذي ولد في أمستردام قبل 39 عاماً، المستطيل الأخضر ولكن لا يزال يحتفظ برغبته الجامحة في تحقيق النجاح، بل وأضاف إليها أيضاً عامل الخبرة بهدف ترك البصمة نفسها على مقاعد البدلاء. وبعد بداية مشجعة كمساعد مدرب للمنتخب الهولندي الذي قاده لويس فان جال إلى المركز الثالث في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 ومدرب “كوراساو” في التصفيات المؤهلة إلى روسيا 2018، تحدث كلويفرت حصرياً لموقع “فيفا.كوم” حول التحديات الشخصية ووضعية الفرق التي كان ينتمي إليها.

< احتلت هولندا عندما كان لويس فان غال مدرباً وكنت مساعدا له المركز الثالث في البرازيل 2014، ولكن بعد رحيلكما، تأزمت وضعية المنتخب، أين هي المشكلة؟
> إنه لأمر محزن، لأننا قدمنا مستوى جيد في كأس العالم بالبرازيل وكان الجميع في غاية السعادة، ولكن بعد ذلك لا أعرف ما حدث. لم يتغير أي شيء تقريباً على مستوى اللاعبين والآن لم يتمكنوا حتى من التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا. أحد الإحتمالات هو أن عامل التحفيز في كأس العالم كبير جداً، ومن البداية حققنا نتائج جيدة، وعندما تكون في فريق يلعب بشكل جيد، فإنك تطالب نفسك بالمزيد.

< هل لاحظت أي فرق من خلال ما رأيته داخل الملعب؟
> أعتقد أن الفريق غابت عنه التجربة. فقد لعب المخضرمون دوراً أساسياً في كل هذه السنوات، ولكن عليك أن تعرف كيف تبحث عن البدائل. نحن بحاجة إلى لاعبين شباب في فرق جيدة ويملكون العقلية والجودة الكافية للعب مع منتخب هولندا. فهذا أمر مهم. هناك لاعبين بإمكانهم خلق الفارق خلال المباراة، ولكنهم بحاجة إلى المزيد من الاحتكاك، وفي انتظار ذلك، لا ينبغي أن يقع كل العبء على عاتقهم فقط، يجب أن يكون إلى جانبهم لاعبون مخضرمون لمساعدة أولئك الذين لديهم خبرة أقل.

< في البرازيل 2014، كان لديكم أيضاً فريق شاب، ولكنكم عرفتم كيف تحفزوه. ما كان مفتاح النجاح؟
> لقد لعب الجانب التكتيكي دوراً أساسياً. لطالما كانت تعتمد هولندا على خطة 4-3-3، لكننا غيّرناها إلى 5-3-2. وهكذا كان لدينا لاعب إضافي في الدفاع للمساعدة في المراقبة وآخر في خط الوسط لتغطية المساحات. وقد شعر اللاعبون بالإرتياح على الفور. وكان هذا هو المفتاح. حققنا التوازن في الدفاع وأعطينا الحرية لروبن وفان بيرسي لإيجاد المساحات في الهجوم.

< لنعد إلى مانشستر يونايتد وفان غال، ما هو رأيك بشأن وضعيتهما الحالية؟
> أعرف لويس تمام المعرفة. إنه مدرب يعرف جيداً كيف يحفز اللاعبين الشباب لمساعدة الفريق بطريقتهم. في هولندا، كنا نتحاور كثيراً وكان اللاعبون يتقاسمون الفلسفة ذاتها. الأمر يختلف الآن لأنه في نادي كبير يملك لاعبين من جنسيات مختلفة، وأعتقد أنه بحاجة للتعرف عليهم أكثر قليلا ليستخرج منهم أفضل ما لديهم. من الواضح أنه في ناد بهذا الحجم، يريد الناس نتائج فورية، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. مانشستر يونايتد يحتل الآن المركز الخامس ودائماً ما يكون المدرب هو المتهم الأول بهذا التراجع. ومع ذلك، أعتقد أن لديه موهبة كبيرة وآمل أن يتمكن من قلب الأمور.

< بعد نهائيات كأس العالم البرازيل، قبلت التحدي لتدريب منتخب كوراساو. حدثنا عن هذه التجربة.
> إنه مسقط رأس والدتي، وكنت قد زرت هذه الجزيرة عدة مرات، لذلك أثار هذا التحدي انتباهي كثيراً. كان فترة رائعة، وكان لدي الكثير من اللاعبين الموهوبين، وذهبنا بعيداً. قمنا بعمل جيد والباب لا يزال مفتوحاً لتدريبهم مرة أخرى. أولويتي هي تدريب نادٍ، ولكن إذا لم تأتي الفرصة، أحب أن أعمل هناك في أفق التصفيات المؤهلة لبطولة الكأس الذهبية.

< ما الذي أثار انتباهك أكثر في منطقة “كونكاكاف” التي لم تكن تعرفها جيداً حتى الآن؟
> إنها مختلفة تماماً عن أوروبا. اللاعبون موهوب جداً، ولكنهم يعتمدون على الحدس أكثر منه على الجانب التكتيكي. لقد وجدت التعلم هناك مثير للإهتمام، لأنه من الصعب أيضاً بناء فريق عندما لا تعمل سوى بضعة أيام مع اللاعبين، إذ يجب خلق آليات في وقت قصير جداً وبالكاد يمكن العمل على الجانب التكتيكي، ولكن الفريق استجاب بشكل جيد. كان لدينا أيضاً ميزة أن معظم اللاعبين يلعبون في هولندا ويتقاسمون نفس الأسلوب.

< ما الذي تحتاجه المنطقة لتحقيق المزيد من التقدم؟
> في منطقة “كونكاكاف” هناك أسلوب لعب مختلف تماماً، وهذا ما يُعجبني كثيراً، ولكن صحيح أيضاً أن المنطقة تفتقد لتجربة المشاركة في أفضل الدوريات العالمية. لكن الموهبة موجودة.

< بعد مرورك على منتخبي هولندا وكوراساو، ماذا تفعل الآن؟
> حالياً أعمل كمعلق تلفزيوني في قناة دولية، ولكن طموحي هو أن أكون مدرباً في فريق مهم. صحيح أنه يجب أن أتعلم المزيد عن هذا العمل، ولكني أبحث عن فرصة جيدة لإثبات قدراتي.
< بعد أن عملت مع بعض من أفضل المدربين في العالم، كيف سيكون باتريك كلويفرت كمدرب نادي؟
> أريد أن أكون مدرباً هجومياً ولكن دون إهمال الخط الخلفي. من بين الأمور التي يمكن أن أجلبها للاعبين هي القدرة على فهمهم بشكل جيد في جميع الأوقات، لأنني كنت في مكانهم. أما فيما يتعلق بالخطة التكتيكية، أعتقد أنها ستعتمد أساساً على صفات اللاعبين، لأنه في رأيي، أفضل خطة هي تلك التي تجعل اللاعبين يشعرون بالإرتياح.

< ما الفرق بين برشلونة الذي لعبت فيه والفريق الحالي؟
> الفريق الحالي هو آلة حقيقية (يضحك). حسناً، في أيامنا كان الفريق رائعاً أيضاً، وكان يملك العديد من اللاعبين الجيدين وأسلوب لعب مثير للإعجاب. وهكذا تواصل قدوم النجوم إلى الفريق، وأصبحوا الآن يأتون بشكل أكثر. لقد تغيرت أشياء كثيرة في كرة القدم في السنوات الماضية، ولكن فريق برشلونة لا يزال مثيراً للإعجاب كما كان دائماً.

Related posts

Top