كنت دوما ألعب دور المنقذ.. وأشرفت على أندية غير مهيكلة الإطار الوطني فوزي جمال لـ بيان اليوم

 عاد الإطار الوطني فوزي جمال إلى مدينة بروكسيل البلجيكية، حيث يستقر ويقضي فترة الحجر الصحي وحالة الطوارئ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ويواصل الدراسة والبحث في مجال التدريب والتنقيب على المواهب

وأشرف فوزي جمال على تأطير مجموعة من الفرق وهي المولودية الوجدية، والاتحاد الزموري للخميسات، والكوكب المراكشي، والنادي القنيطري، وشباب الريف الحسيمي، لكنه لم يجد الفضاء الملائم لما يرغب فيه، على حد تعبيره.

ويؤكد فوزي جمال في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، أن نجاح أي مدرب مقرون بتحقيق النتائج الإيجابية، موضحا أنه في المغرب يتم ربط أزمة الفريق بالمدرب، بدل توفير لاعبين جيدين ومنح المدرب الوقت لتحقيق النجاح المطلوب. 

-كيف تقضي يومك في فترة الحجر الصحي؟

انتقلت إلى مدينة بروكسيل البلجيكية حيث أستقر. نلتزم بالتعليمات الرامية إلى البقاء في البيت وتفادي الاختلاط مع الحرص على التعقيم والنظافة أكثر. أخدنا نستأنس مع هذا الوضع بعد مرحلة الخوف والشك، وقريبا سيتم رفع الحجر تدريجيا عبر مراحل آخرها يوم 18 ماي الجاري الذي ستتم فيه العودة إلى الدراسة بالنسبة لمستويات معينة.

-ماذا عن مسارك كمدرب؟

مسار المدرب مقرون بمدى النجاح وخاصة على مستوى النتائج. حاليا نلتقي يوميا في ندوات بمشاركة حوالي مائة عنصر وذلك بفضل أكاديمية التهييئ البدني المتواجدة في الدار البيضاء مع الدكتور زكرياء بنعمر. وفي كل لقاء نناقش محورا في مجالات الإعداد البدني أو التحضير الذهني في ميدان كرة القدم واللقاءات تهدف إلى تحسين المنتوج الفني.

-هل صحيح أنك لم تكن محظوظا؟

بالنسبة لي فأرى أن نجاح المدرب رهين بعدة عوامل أولهم اللاعبون الذين ينبغي أن يكونوا في المستوى الجيد لبناء مشروع لعب يؤدي إلى النتائج الإيجابية والثاني يعتمد على استقرار النادي. لحد الآن فالأندية التي اشتغلت فيها قمت بدور المنقذ، التحقت بفريق الكوكب المراكشي قبل انتهاء الدوري بثلاثة مباريات وهو في وضع صعب ويفرض كسب ثلاثة نقط لتفادي النزول، وينافس فرقا أخرى في نفس الوضع كالمغرب التطواني وشباب الريف الحسيمي. الحمد لله توفقنا بدعم من الجميع. وفي الموسم الموالي بدأنا عملا جيدا وعقب الدورات الخمسة الأولى كنا في الصدارة، وللأسف كان بإمكان الكوكب المراكشي توفير ما يكفيه من اللاعبين في السنوات العشرة الأخيرة لو تفادى المشاكل المتكررة. حاليا والكوكب في القسم الثاني مطالب بإعادة البناء، ونفس الحال في النادي القنيطري حيث قدمت الاستقالة في الدورة الثانية بالرغم من الدخول في مشروع هادف. أعتقد أن المشكل بالنسبة لي أنه ربما لم أتعامل مع ناد مهيكل لألتحق به وأكمل العمل.

-في نظرك، من يحقق النتيجة في ناد لكرة القدم؟

نعم هو السؤال المطروح في كرة القدم المغربية، من يكون وراء النتيجة؟ المدرب في الدوريات الكبرى يهيئ خطة اللعب واللاعبون بمستواهم وقيمتهم يحققون النتيجة. وهنا يتم تقييم عمل المدرب من حيث قيمة المردود الفني ولمسة عمله. وقيمة اللاعبين هي التي تنجز النتيجة. أعتقد أن ربط النتيجة بالمدرب خطأ، وقد طرح السؤال على غوارديولا هل هو أفضل مدرب في العالم، فأجاب بأنه درب أفضل الفرق في العالم.

-لعبت في المولودية الوجدية ثم دربته ودربت أيضا فرق الاتحاد الزموري للخميسات والكوكب المراكشي والنادي القنيطري وشباب الريف الحسيمي، ألم تجد الفضاء الملائم إلى درجة أنك أحيانا تتخلى عن مستحقاتك؟

عندما يختار الفريق مدربا ينبغي أن يختار مؤطرا بمواصفات معينة، و لكي ينجح المدرب لابد له من وقت غير قصير، يشتغل مدة لا تقل عن سنتين. فريق الفتح الرباطي وحده يشتغل بهذه الإستراتيجية. ونجاح المدرب مقرون بتوفر أجود اللاعبين إضافة إلى الوقت. لقد ساهمت في التقرير التقييمي الذي أنجزته شركة بلجيكية بحكم توفري على دبلوم من مؤسسة في بلجيكا وأعددت تقريرا بسيطا، وعندما تدرس وضع كرة القدم على مستوى الأندية والمنتخبات في الصفوة يتضح غياب المشروع، والتقييم أشار إلى ذلك. أحيانا تكون هناك مبادرات كرئيس يجمع لاعبين مميزين في فترة معينة ويتعاقد مع مدرب و نجح.

-ما هي المحطة الهامة في مسارك؟

جميع التجارب التي عشتها مفيدة، والبداية في فريقي المولودية الوجدية الذي قضيت به 10 سنوات وبلغت مرحلة شهدت تغيير الرئيس وكان بإمكاننا الصعود لكن تعذر ذلك. بعد ذلك التحقت باتحاد الخميسات ووجدت مجموعة من اللاعبين تركها المدرب الحاج السليماني، مجموعة متكاملة في حاجة إلى فترة زمنية لتكسب الانسجام والاستئناس لتحقيق الأفضل. اشتغلت بهدف الصعود وحققنا ذلك. تبقى أصعب مرحلة هي التي عشتها في النادي القنيطري حيث قدمت استقالتي بعد مباراتين فقط وكنت قد اتفقت مع المكتب المسير في العقد أن أعيد له أجر شهر إذا قررت الاستقالة والتزمت بذلك. أدرك جيدا أن القنيطرة مدينة كرة القدم وتمنيت تدريب الفريق لكن لما أتيحت إلي الفرصة وجدت الجمهور غاضبا ومقاطعا. أما مدينة مراكش فأرى أنها في حاجة إلى فريقين في القسم الأول وأظن أن مشاكل الكوكب المراكشي في مكوناته.

– كلمة أخيرة ..

سأواصل الاشتغال والاجتهاد وأملي أن أحقق نتائج أفضل خدمة لكرة القدم المغربية، وأرجو الله أن يرفع عنا الوباء والبلاء.

حاوره: محمد أبو سهل

Related posts

Top