كنت محظوظا بمغادرتي الدوحة .. والوداد دائما في القلب

الإطار الوطني محمد سهيل لـبيان اليوم

عاد الإطار الوطني محمد سهيل إلى الدار البيضاء ساعات قليلة قبل منع الرحلات الجوية، و كان سهيل في قطر حيث يشتغل مغتربة ومع ظهور جائحة فيروس كورونا حزم الحقيبة ليلتحق بالعائلة. 
سهيل الذي مارس كرة القدم في المغرب وفرنسا والبرتغال كما حمل قميص المنتخب الوطني، انتقل إلى مجال التربية والتأطير وبصم على مسار إيجابي سواء كمدرب لعدة أندية أبرزها فريق الوداد البيضاوي، أو كمحلل رياضي وطني ودولي.
في هذا الظرف المطبوع بالحجر الصحي ببلادنا اتصلنا بمحمد سهيل و أجرينا معه الاستجواب التالي:

كيف غادرت الدوحة القطرية؟ 
كنت محظوظا وغادرت قطر ساعات قليلة قبل توقيف الرحلات الجوية، حجزت التذكرة وبعد 24 ساعة توقف كل شيء وعدت إلى المغرب. قضيت الساعات الأخيرة قبل الوصول أفكر في العائلة والأقارب و في الوطن، وكلما تطورت الأحداث مع انتشار الوباء أتألم وأرجو الله الفرج والسلامة. 

 والآن أنت في البيت منضبط للحجر الصحي؟ 
 أكيد .. فملازمة البيت واجب الكل حاليا للمساهمة في الوقاية و الحد من انتشار وتفشي الوباء وعلى الجميع أن يدرك خطورة هذا الفيروس وعدد ضحاياه في العالم، والذي لم يستثن أعظم الدول. يومياتنا في المغرب تتشابه كجميع البيوت، والعلاقات توطدت أكثر مع العائلة ونخضع لبرنامج يومي ونحاول من خلاله التخلص من الملل والقلق، وكل واحد منا يحاول التأقلم مع الوضع. نحن محظوظون لأننا مسلمون نؤمن بالقضاء والقدر ونعرف قيمة الابتلاء. 
 
 كم سنة قضيت في ملاعب كرة القدم؟ 
 عشرون سنة لاعبا ومثلها في التدريب والتأطير والتحليل الرياضي. ساهمت في تحقيق ألقاب ونجاحات، ويبقى الأهم بالنسبة إلي هو الاحترام والتقدير والحب ما بعد فترة الممارسة في الفضاءات الرياضية وخارجها، وجميل أن يدخل فرد من عائلتك البيت ويحدثك عن شهادة إيجابية و جميلة في حقك، و هذا هو الرائع، والإنسان يسعى دائما ليبصم المسار بالخير والفعل الإيجابي. مارست كرة القدم في المغرب و فرنسا وكذا البرتغال، وكنت حاضرا في مناسبات كثيرة في بلدان بعضها في الخليج والحمد لله خلفنا صدى طيبا يشرف الإنسان المغربي، وأعتقد أن هذه السمعة هي اللقب الحقيقي الذي يمكن الحديث عنه. 

 مؤخرا حررت تدوينة ونشرتها قبل الابتعاد، كيف ذلك؟ 
 كنت سعيدا بممارسة كرة القدم وجمعني الميدان بأولاد الناس، أناس طيبين. في نفس الوقت أنا غاضب أيضا لأنها جمعتني بأناس لا يستحقون الصحبة، فأنا تربيت في عائلة الوداد وحب النادي. واكتشفت في لحظة من أسعد لحظات حياتي أنني أحمل قميص الوداد، وفي صغري تابعت تداريب يشرف عليها الأب جيكو وكل هذا أفتخر به، لكن للأسف تأتي فترات كلما كان عمل إلا وترافقه مؤامرات وخبث وحقد وغيرة. شخصيا أرفض الاستئناس بهذه الأجواء المطبوعة بالتوتر والمساهمة في الغدر والتآمر، ولذلك اختارت الابتعاد وقد يكون هذا خطأ استراتيجي لكنه يلائمني. أكون دائما سعيدا بالرجوع لفريقي الوداد لكن بمجرد دخول المركب الرياضي الحاج محمد بنجلون المركب العالمي إلا وللأسف أجد المسار ملغوما وأعدائي ينتظرون مواجهتي سواء في التدريب أو في الإدارة. للأسف غادرت وأعتبر التجربة من الماضي والوداد سيظل دائما في القلب. 

 كلمة أخيرة …
أقول إن أرض الله واسعة. قضيت أكثر من أربعين سنة في الميدان جزء منها خارج الوطن  وأحب بلدي وأتمسك بجذوري، لكن في المجال المهني يصعب الاشتغال، و بالرغم من الظروف الملائمة في الاغتراب أحن دائما إلى الوطن و أتشرف بكل شبر من ترابه. والجميل أنه في هذا الوقت الصعب نحن أكثر تضامنا وتكافلا. وتعازي ومواساتي لعائلات الضحايا وأرجو من الله السلامة والصحة والعافية للجميع.

 حاوره: محمد أبو سهل

Related posts

Top