كوريا الشمالية تطلق صاروخا ثانيا في أقل من أسبوع

أطلقت كوريا الشمالية باتجاه البحر “صاروخا بالستيا مفترضا” ثانيا في أقل من أسبوع، ما يظهر تقدم بيونغ يانغ في مجال التسلح، وفقا للجيش الكوري الجنوبي.
جاءت التجربة الصاروخية الجديدة قبيل اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول اختبار أجرته كوريا الشمالية الأسبوع الماضي لما قالت إنه صاروخ فرط صوتي.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إن “الصاروخ البالستي المفترض” الذي أطلق الثلاثاء بلغ سرعات تفوق سرعة الصوت، ما يشير إلى “تقدم” مقارنة بالتجربة التي أجريت الأسبوع الماضي.
ومنذ وصول كيم جونغ أون إلى السلطة قبل عشر سنوات، أحرزت بيونغ يانغ تقدما سريعا في التكنولوجيا العسكرية، لكنها ترافقت مع عقوبات دولية.
وهبط المقذوف خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
ورغم عدم الإبلاغ عن وقوع أضرار على الفور، قال رئيس الوزراء الياباني للصحافيين “من المؤسف جدا أن تواصل كوريا الشمالية إطلاق صواريخ”.
واعتبرت القوات الأميركية في كوريا أن هذا الاختبار دليل على “العواقب المزعزعة للاستقرار لبرنامج التسلح غير المشروع لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية” باستخدام الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان، إن المقذوف أطلق من الساحل الشرقي لشبه الجزيرة باتجاه البحر، عند الساعة 07,27 (22,27 ت غ الإثنين)، مجتازا نحو 700 كيلومتر على ارتفاع 60 كيلومترا تقريبا وبسرعة 10 ماخ.
وتصل سرعة الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت عادة إلى 5 ماخ أو خمس مرات سرعة الصوت.
وأتت هذه التجربة الصاروخية الجديدة بعيد ساعات من إصدار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وإيرلندا وألبانيا بيانا مشتركا دعت فيه كوريا الشمالية إلى “الامتناع عن أي نشاطات جديدة مزعزعة للاستقرار والدخول في حوار بناء لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في نزع الأسلحة النووية بالكامل”.
كما جاءت قبل اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول اختبار أجرته بيونغ يانغ في 5 يناير، لما قالت إنه صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت.
وبحسب خبراء، قد تكون بيونغ يانغ قصدت إجراء عملية الإطلاق بالتزامن مع اجتماع الأمم المتحدة.
وأوضح شين بيوم-شول الباحث في المعهد الكوري للبحوث حول الاستراتيجية الوطنية لوكالة فرانس برس أن “عملية الإطلاق لها دوافع سياسية وعسكرية”. وأضاف أن “كوريا الشمالية تواصل تجاربها من أجل تنويع ترسانتها النووية، لكنها خططت لإطلاق المقذوف تزامنا مع اجتماع مجلس الأمن الدولي لزيادة تأثيرها السياسي”.
وقال إن إطلاق الثلاثاء بدا كأنه اختبار لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، نظرا إلى سرعته المزعومة، لكنه حذر من أي تفسير مبالغ فيه.
وأوضح “منذ أكدت كوريا الجنوبية أن (تجربة 5 يناير) لم تكن صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت استنادا إلى سرعته، ربما حاولت بيونغ يانغ إثبات (قدرتها على الوصول) إلى سرعة قصوى”.
والصواريخ الفرط صوتية تأتي ضمن “أهم الأولويات” في الخطة الخمسية التي وضعتها بيونغ يانغ، بحسب ما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية السنة الماضية.
في العام 2021، أعلنت كوريا الشمالية التي تملك أسلحة نووية، إنها اختبرت بنجاح نوعا جديدا من الصواريخ بحر-أرض البالستية، وهو صاروخ كروز بعيد المدى، وسلاح أطلق من قطار وحمل “رأسا حربية انزلاقية فرط صوتية”.
وأضاف “من الصعب أن نفهم سبب إجراء اختبار آخر بعد أقل من أسبوع من إعلان نجاح” الاختبار الأول.
ويأتي اختبار الثلاثاء فيما رفضت بيونغ يانغ الاستجابة لدعوات الولايات المتحدة لإجراء محادثات.
والحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن متوقف منذ فشل المحادثات بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2019.
ومنذ وصول الرئيس جو بايدن الى السلطة قبل عام، أعلنت الولايات المتحدة مرات عدة أنها مستعدة للقاء ممثلين عن كوريا الشمالية، لكن بيونغ يانغ رفضت حتى الآن هذا العرض متهمة واشنطن باعتماد سياسات “معادية”.
وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية بسبب برامج التسلح المحظورة. وازداد الضغط على اقتصادها الغارق في أزمة كبيرة بسبب إجراءات إغلاق الحدود الصارمة التي فرضت لمكافحة جائحة كوفيد.

Related posts

Top