“كوسومار” أول شركة مغربية تنخرط فعليا في منظومة تقليص انبعاث الغازات

أصبحت “كوسومار” أول شركة مغربية تنخرط فعليا في منظومة المعايير المتعلقة بتقليص انبعاث الغازات في سياق الحد من التغيرات المناخية.
في هذا الإطار، قال محمد فكرات، المدير العام لشركة كوسومار، إن جميع الاستثمارات الهيكلية التي قامت بها
المجموعة في المجال الفلاحي والصناعي مكنت من تقليص بصمة الكربون ما بين سنتي 2005 و2015 بما يفوق 43 في المائة، بحيث تبلغ بصمة الكربون في متم 2015، 0.525 كلغ من انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون عن كل كلغ من السكر.
وأضاف فكرات، في ندوة صحفية نظمت أول أمس بالدار البيضاء، تم خلالها استحضار الاستعدادات لحدث كوب 22 وانخراط السلسلة السكرية في الحد من الانبعاثاث الغازية، أن السلسلة السكرية المغربية تعمل على استراتيجية شاملة لتكيف الصناعة السكرية مع التغيرات المناخية.
وحسب المعطيات التقنية التي قدمها مسؤولون بمجموعة كوسومار، خلال الندوة ذاتها، تمكن النباتات السكرية من امتصاص 0.764 كلغ من الكربون عن كل كلغ من السكر المنتج مما ينعكس ايجابيا على البيئة.
 وقد بلغت انبعاثات السلسلة 747000 طن من الكربون خلال سنة 2015، مما يمثل 0.7 % من مجموع انبعاثات المملكة من ثاني اوكسيد الكربون.
وبعصرنتها لأداتها الصناعية، راهنت المجموعة على خيار التكنولوجيا الحديثة والنظيفة والمقتصدة
للطاقة.
ومن بين هذه المشاريع نجد استرجاع طاقة البخار الناتج عن عملية تكرير السكر لإعادة
استعماله، الشيء الذي أدى إلى اقتصاد مهم في استهلاك الطاقة بحوالي 16 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في السنة، حسب المعطيات ذاتها.
مسؤولو كوسومار أوضحوا أن من بين أولويات المجموعة أيضا التدبير العقلاني لاستعمال الماء بخفض نسبة استهلاكه في كل الأنشطة الصناعية التي تقوم بها المجموعة وذلك عن طريق معالجة المياه المستعملة حيث تم اقتصاد ما يقارب 4 ملايين متر مكعب من المياه في السنة.
وقد تم الحصول على هذه النتائج بفضل التكنولوجيات الحديثة لمعالجة المياه المستعملة.
وعلى غرار كل سنة، قامت كوسومار وشركاؤها، حسب المصدر ذاته، بكل ما يلزم لضمان السير الجيد للموسم.  وبفضل إطلاق برنامج عمل واسع يهدف إلى التحسين الشامل لأداءات النشاط السكري، تمكن منتجو النباتات السكرية من الاستفادة من المواكبة التقنية والمالية.
فعلى المستوى التقني، يجدر الإشارة إلى تعميم الزرع
المبكر حيث 80 في المائة من المساحة تم زرعها نهاية أكتوبر 2015. وأيضا البذور أحادية الجين ذات الجودة العالية ثم الزرع الميكانيكي العالي الدقة.
ويستفاد من المداخلات ذاتها أن جميع هذه المجهودات المصحوبة بالمساعدات التحفيزية، الممنوحة من طرف الدولة في إطار مخطط المغرب الأخضر، مكنت من إنتاج 4،2 مليون طن من الشمندر السكري. هذه الزيادة رافقها تطور ملموس في المردودية التي بلغت 73 طن في الهكتار بنسبة حلاوة تصل إلى 18.1 في المائة.
أما مردودية السكر في الهكتار، فقد سجلت معدل 12 طن في الهكتار( 14 طن/الهكتار بدكالة و 13 طن/الهكتار بتادلة(، وهو معدل إنتاجية يضاهي معدلات الدول الكبرى المنتجة للشمندر السكري.
8085هذه النتائج كان لها تأثير اقتصادي هام على المستوى الجهوي أدت إلى زيادة 16 في المائة في مدخول الفلاح مقارنة مع الموسم الفارط. ويعزى هذا التحسن في الأداء إلى برنامج البحث والتنمية الذي وضعته كوسومار وشركاؤها، المتعلق بالبذور أحادية الجين والتخصيب ومعالجة الأمراض… مع التذكير بأن نشر هذا البرنامج تم بتعاون مع عدة منظمات للبحث وطنية ودولية كما تجدر الإشارة أيضا إلى المجهودات الكبيرة المبذولة من أجل تطوير الجني الميكانيكي. في هذا الصدد، انتقلت المساحة المجنية ميكانيكيا من 4600 هكتار سنة 2013 إلى 18.000 هكتار حاليا، أي ما يمثل 31 في المائة من المساحة الإجمالية.
بالموازاة مع ذلك، خضعت زراعة قصب السكر لبرنامج إنعاش تم إطلاقه سنة 2015 بتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري. هذا البرنامج يرمي بالأساس إلى إعطاء دينامية جديدة لزراعة قصب السكر مع تحسين جاذبيتها بمنطقتي الغرب واللوكوس ويتوخى كذلك غرس 4.000 هكتار سنويا مع هدف بلوغ مساحة مغروسة تصل إلى 20000 هكتار في أفق 2019.
علاوة على ذاك، عبأت كوسومار استثمارات ضخمة من أجل عصرنة وتأهيل الأداة الصناعية. وبذلك، تمت معالجة الإنتاج بمجمله في ظروف جيدة وبأداءات تتماشى مع المعاييرالدولية.
وترى المجموعة أنه يجب تعزيز هذه الأداءات الجيدة والمطابقة لأهداف خارطة الطريق 2020 من أجل تحقيق نسبة تغطية تقدر ب 56 في المائة في أفق 2020.
وهكذا انخرطت كوسومار على جميع مستويات السلسلة السكرية، حيث تم الاعتراف بها كنموذج للتجميع. هذه المبادرة الطوعية والمسؤولة لكوسومار تندرج في إطار
شراكة تضامنية مع جميع الأطراف المعنية بمنظومتها الاقتصادية خاصة 80 ألف من شركائها. الفلاحين.
وبفضل تمركزها في الجهات الخمس للمملكة، أعلنت المجموعة عن وضعها استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية للمقاولة تتمحور حول خلق قيم مشتركة ومستدامة، حيث تشكل البيئة واحترام الأرض أهمها.
وتجاه بيئة في تطور مستمر، تجعل مجموعة
كوسومار، حسب مسؤوليها، من الحفاظ على الموارد الطبيعية أولى أهمياتها من خلال النجاعة الطاقية والتدبير الممنهج لاستهلاك الماء واستعمال الطاقة النظيفة في إطار التزام دائم للخفض من تأثير أنشطة
المجموعة على البيئة.

> عبد الحق ديلالي

Related posts

Top