لابد من مساهمة جماعية…

جاء قرار الحكومة المغربية القاضي بالسماح بعودة الجمهور الرياضي للملاعب، في وقت جد مناسب، وفي مقدمة المستفيدين، الأندية الثلاثة المشاركة بالمنافسات القارية.

فرغم ضيق الوقت، فإن مجهودا كبيرا بذل من اجل ضمان حضور داعم للجمهور في المباريات الثلاثة، الرجاء البيضاوي في مواجهة نادي حوريا كوناكري الغيني يوم الجمعة، والوداد البيضاوي ضد نادي الزمالك المصري يوم السبت، واستضافة نهضة بركان يوم الأحد لنادي سيمبا التنزاني.

    ففي زمن قياسي، راسلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على عجل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، من أجل أخذ الموافقة على حضور الجمهور للمباريات الثلاثة، وبالفعل جاء الرد بالإيجاب، وفي ظرف وجيز أيضا، رغم الارتباك الذي رافق العملية، من حيث التنظيم وبيع التذاكر، وكيفية تسليم الشارات، الخاصة بالمنظمين والصحفيين على حد سواء.

   حدث هذا في ظل وجود إكراهات عديدة، إلا أن إدارات الأندية تمكنت من إنجاح العملية، حيث كان لحضور الجمهور تأثير جد إيجابي، ساهم بدرجة كبيرة في تحقيق نتائج لافتة، حسنت من ترتيب الأندية المغربية بالمجموعات المنتمية لها، سواء بعصبة الأبطال أو كأس الاتحاد (مباراة بركان جرت أمس الأحد).

     في مقابلة الرجاء، سجل دعم واضح للجمهور، كما تفاعل اللاعبون مع هتافات وتشجيعات الآلاف من الجماهير التي سابقت الزمن وتحملت غلاء التذاكر، لتكون حاضرة بالموعد، وبالفعل ساهم هذا الحضور المؤثر، في دعم اللاعبين وقيادتهم، إذ حقق أصدقاء العميد محسن متولي العلامة الكاملة، ثلاث انتصارات في ثلاث مقابلات لحساب المجموعة الثالثة.

    في مقابلة الوداد ضد الزمالك، سجل حضور أكثر من ستين ألف متفرج، منح دفئا خاصا لمدرجات مركب محمد الخامس، ساهم بدرجة كبيرة في رجوع لاعبي الوداد في المباراة، بعدما كان الفريق المصري، السباق للتسجيل خلال الدقائق الأولى، ليتمكن بعد ذلك لاعبو الوداد من تحقيق “ريمونتادا” مثيرة، بعد تسجيل ثلاثة أهداف، منحتهم ثلاث نقط غالية، مكنتهم من احتلال الصف الثاني بالمجموعة الرابعة، وهي النتيجة التي فجرت أزمة كبيرة، داخل الفريق المصري صاحب النقطتين من ثلاث مباريات.

   والأكيد أن عودة الجمهور للملاعب ستخفف من حدة الأزمة، التي تمر منها الأغلبية الساحقة من الأندية، لما يشكله الجمهور من دعم مالي وتقني وتحفيزي، وعلى هذا الأساس، لابد من المساهمة الجماعية لإنجاح عملية عودة الجماهير للملاعب الرياضية عموما.

   ويتطلب إنجاح العملية انخراطا فعليا لممثلي المشجعين، من أجل إنجاح عودة الجمهور إلى الملاعب، وإعطاء صورة حضارية، كما أسماها رئيس الجامعة خلال اجتماعه برؤساء الأندية، وهي القيمة التي كانت مفقودة للأسف في مجموعة من المباريات قبل الإغلاق بسبب الجائحة.

   عودة الجمهور قرار إيجابي، ولابد من مساهمة كل المتدخلين  بما في ذلك الإعلام الرياضي، من أجل القطع مع كل أشكال الانفلاتات التي كثيرا ما أساءت لكرة القدم الوطنية داخليا وخارجيا …

محمد الروحلي

Related posts

Top