لا لاستغلال الطاس

خلق فريق الاتحاد البيضاوي الحدث بعد فوزه بلقب كأس العرش ليس فقط بمدينة الدار البيضاء، بل بباقي المدن المغربية، وأينما تواجد عاشق للقميص الأبيض، وهو الإنجاز الذي جعل أجيالا كاملة تستحضر الماضي الجميل لمدرسة المرحوم الأب العربي الزاولي الذي ارتبط اسمه بفريق الحي المحمدي لاعبا ومدربا ومسيرا.
هذا النجاح الجماهيري الذي خلقه الإنجاز التاريخي لثالث فريق بمدينة الدار البيضاء الكبرى، جلب فضولا واهتماما غير عادي، بل غير بريء تماما من طرف مجموعة من الكائنات التي ألفت استغلال الفرص، والتقرب من الأحداث والسعي لاستغلالها لخدمة أجندة معينة، تحسبا لسنة انتخابية على الأبواب.
تلوينات وتشكيلات سياسية التصقت فجأة بالطاس وتحولت بقدرة قادر إلى مساند وداعم ومؤيد، على أمل الاستفادة من الإشعاع الجماهيري والإعلامي والدعائي الذي خلقه التألق على مستوى منافسات كأس العرش، والذي أحيى في أوساط كثيرة ذكريات الماضي الجميل، ماض كتبه بمداد الفخر أجيال من اللاعبين المتميزين الذين بللوا القميص بكثير من السخاء ونكران الذات.
هناك من تفضل بتوفير حافلات لنقل الجمهور إلى مدينة وجدة، وهناك من تحمل مصاريف إقامة الفريق بعاصمة الشرق، وهناك من خصص منحا للاعبين، وهناك من أهدى فيلا صغيرة لأحد أفراد الطاقم التقني، وهناك من أوصى خيرا بالفريق أثناء إقامته بالسعيدية، هذه أمثلة وغيرها كثير ظهرت فجأة، وكلها خطوات تذهب في اتجاه الاستفادة من إشعاع الحدث الذي خلقه إنجاز الطاس.
وقد لوحظ أن اسم الطاس الذي كان يردده جمهور الفريق عادة أثناء المقابلات، وفي كل المناسبات تعبيرا عن لحظات الفرع، أصبح يختصر فجأة في الاتحاد في محاولة من طرف بعض الجهات الركوب على الحدث، وتحويله إلى وسيلة للتسويق الانتخابي، كحملة سابقة لأوانها.
زعيم سياسي سابق فضل اللجوء إلى ألمانيا والإقامة بشكل دائم، لم يترك هو الآخر الفرصة ورغم تواجده خارج المغرب بصفة اضطرارية، دون تهنئة الفريق البيضاوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة تتويجه، إلا انه لم ينس أن يربط هذا الفوز بالدور الذي سبق أن قام زميل له في حزب ونقابة تابعة له، خلال ترأسه في وقت سابق الفريق، والذي حقق معه الصعود للقسم الوطني الأول.
كما أن أصحاب هذه الممارسات لا يتركون الفرصة تمر دون الظهور في هذه المناسبة الاستثنائية، وإظهار كرم حاتمي على غير العادة، واهتمام غير مسبوق بهذا الفريق الذي قفز إلى واجهة الأحداث، مما أسال لعاب المتهافتين ومنتهزي الفرص والساعين للاستفادة من المجهود الذي بذلته مكونات الفريق من جهد وعطاء لاستعادة أمجاد الطاس، ومن غير المقبول أن يظهر هذا الاستغلال الفادح لعرق اللاعبين ومجهود الطاقمين الإداري والتقني، ودعم الجمهور، لتحقيق مكاسب انتخاباوية موسمية، سرعان ما تنمحي بانتهاء الهدف من ورائها.

محمد الروحلي

Related posts

Top