لا لظهور بؤر رياضية…

دخل رفع الحظر على المنافسات الرياضية حيز التطبيق ابتداء من يوم أمس الخميس، وذلك  بالسماح لإجراء التداريب على مرحلتين، لمدة تصل لشهر كامل، يمكن أن تتخللها مباريات إعدادية، على أن تعود المباريات الرسمية خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليوز القادم.
أمام هذا الخبر المفرح للرياضيين عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص، بدأت توالي بالموازاة أخبار مفزعة، والتي تبعث على  التخوف، بعدما قطع المغرب شوطا مهما، على درب محاصرة الوباء والتحكم في انتشاره، وارتفاع حالات الشفاء وتراجع عدد الوفيات. 
فقد تم تسجيل في ظرف الأسبوع الممتد من  18 يونيو إلى  24 منه رقما مستفزا،  إذ وصل إلى 1935 حالة،  معظمها بالوحدات الصناعية المتواجدة بمدن القنيطرة، طنجة، الجديدة وأسفي، والرقم مسجل للمزيد من حالات الإصابة، التي امتدت إلى خارج هذه الوحدات، لتصل إلى العائلات، ومجموع المخالطين.
فبعد مصانع الجبنة والنسيج والكابلاح والأحذية، وسوق السمك بمدن الدار البيضاء، برشيد والرباط، التي فاجأت الرأي العام، بظهور بؤر مباشرة بعد السماح، بعودة النشاط الصناعي والتجاري خلال الأسبوع الأول من شهر ماري الماضي، جاءت مصانع الفريز وتركيب السيارات وغاز البوطان، وأيضا بيع الأسماك، هذا الأسبوع لتصدم الجميع، بأرقام إعادتنا للأسف أسابيع للوراء.
صحيح أن السلطات العمومية المسؤولة مباشرة على تدبير هذا الملف، والتي سعت منذ البداية إلى التوفيق بين الحجر الصحي، وضرورة الحفاظ على النشاط الاقتصاد، يشهد لها بتحقيق نجاحات ملحوظة، خلفت أصداء إيجابية حتى علي الصعيد الدولي، وعلى هذا الأساس، فهذه السلطات تقول بأنه لا يجب، رغم ظهور هذه الأرقام المقلقة، أن يصاب الإنسان بنوع من الهلع، كما لا يجب الاستهانة بصعوبة الوضعية.
أمام هذا الوضع المتأزم بصورة غير متوقعة، صدرت مطالب بضرورة شن حملات مراقبة مفاجئة للوحدات الصناعية الكبرى التي استأنفت عملها، من أجل الوقوف على الظروف التي يشتغل فيها العمال، ومدى احترام إدارات هذه المؤسسات الإجراءات الاحترازية داخل أماكن العمل.
وسط هذا الظرف الدقيق، جاء الدور على الرياضيين الذين منحت لهم فرصة عظيمة، قصد العودة للملاعب واستئناف التداريب الإعدادية والمنافسات الرسمية، وعلى هذا الأساس، فإن المجتمع الرياضي عموما، مطالب بتقديم المثال من حيث الانضباط، واحترام كافة التدابير والإجراءات الصحية المنصوص عليها من طرف مصالح وزارتي الداخلية والصحة، حتى لا يتم إجهاض خطة تدبير مراحل التخفيف التدريجي للحجر الصحي على الصعيد الوطني، وإفساد الثقة التي منحت للقطاع بمختلف المتدخلين. 
وحرصا من جامعة كرة القدم على تفادي أي تراخي، أو عدم احترام البروتوكيل الصحي، تقرر تعيين ممثل عن الجامعة بكل فريق، يتحمل مسؤولية تتبع درجة الالتزام بالإجراءات، وطريقة تفعيلها على أرض الواقع، وتفادي ما أمكن الوقوع في ظهور بؤر رياضية، تنضاف إلى البؤر العائلية، والشبه عائلية والصناعية.
وعلى هذا الأساس، فإن مسؤولية الرياضيين تعتبر حاسمة، ولابد من الحرص على إنجاح هذه المرحلة المفصلية، وضمان مساهمة الجميع، وتقديم الدليل على أن العائلة الرياضية  ليست قاصر ، ولا في حاجة إلى وصاية…

محمد الروحلي

Related posts

Top