لا للشعبوية..

تتوالى التفاعلات الناجمة عن الأخطاء التحكيمية الفادحة التي تعرض لها فريق الرجاء البيضاوي خلال مقابلته ضد نهضة بركان برسم دور المجموعات بكأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وحرمانه من تحقيق فوز مستحق…

    لا أحد يشكك في ذلك، والرجاء كانت ضحية قرارات حكم كاميروني مجانبة للصواب، بل صبت كلها في اتجاه واحد، لتبلغ هذه الأخطاء ذروتها، بعد رفض الحكم هدفا مشروعا في الثواني الأخيرة من عمر المباراة. 

  كل هذا مسألة لا نقاش فيها، ولا يمكن إلا التعبير عن التعاطف مع الفريق الرجاوي الذي كان بالفعل ضحية للتحكيم، ومن الواجب التضامن معه في هذه الحالة، خاصة وأنه الفريق البطل الذي يسعى للدفاع عن لقبه، رغم حصده نتائج سلبية في ثلاث مقابلات سابقة، إذ عجز عن تحقيق الفوز.    

  إلا أن الملاحظ هو سعي أكثر من جهة للركوب على الأحداث ومحاولة استمالة تعاطف الأوساط الرجاوية، بكل الطرق والوسائط، بل وبصيغ مبالغ فيها في الكثير من الحالات، وذلك عن طريق التعبير عن مواقف يغيب عنها المنطق في الكثير من الحالات. 

   فالدفاع عن حق الرجاء المسلوب في مقابلة رياضية واحدة، لا يعني السماح بضرب كل شيء، وفي كل الاتجاهات، وكأننا في حرب داخلها مفقود وخارجها موجود.

   شن هجوم على نهضة بركان، بصفته الطرف الثاني في المقابلة والمستفيد عمليا من قرارات التحكيم، ثم السعي لنسف أجهزة جامعة كرة القدم، وضرب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، والإساءة إلى شخص فوزي لقجع، ومعه رئيس (الكاف) أحمد أحمد، بل امتدت الشرارة إلى الجار فريق الوداد البيضاوي ورئيسه سعيد الناصري، والتشكيك في كل ما تحقق  من إنجازات في السنوات الأخيرة، سواء كانت محلية أو قارية… 

   فلماذا كل هذا الهجوم الناسف في حق المؤسسات والأشخاص من أجل نتيجة مقابلة واحدة، تدخل في إطار السيرورة العادية للإحداث الرياضية؟

  هناك من له مصلحة خاصة وراء انخراطه في هذه الحملة المشتعلة، وهناك من يسعى لتصدير الأزمة، وتحويل الأنظار عن الأسباب الحقيقة وراء مجموعة من الإخفاقات، وهناك من يريد تصفية حسابات مع أسماء بعينها، ولمصالح شخصية وآنية.

  إنها “الشعبوية” في أبرز تجلياتها، دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات استغلال غضب الرجاويين، استغلال يمكن أن تكون له مدمرة لو بالغنا في عملية الهدم. 

  فداخل القارة الإفريقية لنا أصدقاء كثر يهمهم أن يبقى للمغرب هذا الدور الريادي، لكن هناك أيضا أعداء يتربصون، بل يتحينون أقل الفرص لضرب هذا التواجد المغربي المؤثر داخل أجهزة (الكاف)، كما أن الانتصارات التي حققها الفريق الوطني للكبار، والمنتخب المحلي وباقي المنتخبات على مستوى الفئات الصغرى، بالإضافة إلى تألق الأندية المغربية كالوداد والرجاء سواء في العصبة أو كأس الاتحاد، هي نتائج باهرة لا تروق أعداء المغرب. 

فلمصحة من كل هذا التهور ؟؟؟.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top