لقاء حول “كشاف الأسلاف في التاريخ الثقافي العربي” للكاتبة المغربية ليلى الدردوري

احتضن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة  مؤخرا، لقاء ثقافيا مفتوحا مع الشاعرة والإعلامية ليلي الدردوري، احتفاء بكتابها الموسوم “كشاف الأسلاف في التاريخ الثقافي العربي”، وذلك من تنظيم صالون مازغان للثقافة والفن بشراكة مع شعبة اللغة العربية بذات المركز.
حضر هذا اللقاء الثقافي الماتع الطلبة الأساتذة المتدربون بالمركز التربوي  ونخبة من المثقفين والمبدعين وبعض الأطر الإدارية المتدربة الذين أثثوا هذا الجمع الثقافي وأغنوه بمداخلات قيمة تركت أثرا إيجابيا وأضاءت مجموعة من الجوانب  تفسيرا ومناقشة.
وتكلف بتسيير فقرات هذا اللقاء الدكتور أحمد بلاطي أستاذ مكون بالمركز، حيث ألقى كلمة تطرق فيها إلى المتطلبات  الواجب أن يتحلى بها رجل التربية الذي يشق طريقه في عالم التدريس، موجها خطابه للطلبة الأساتذة الذين كان حضورهم كميا ونوعيا، ورابطا كلامه بمضمون الكتاب” كشاف الأسلاف في التاريخ الثقافي” معتبرا المؤلف قيمة إضافية في مجال التدريس، وملفتا في قراءته إلى أن الكاتبة ليلى الدردوري أغفلت في الكتاب فئة النساء الرائدات أيضا إلى جانب الرجل في الإبداع والتأليف، ومنوها في الوقت ذاته بالعمل، على اعتبار أنه تطلب جهدا ووقتا من طرف الأستاذة الباحثة ليلى الدردوري حتى خرج في هذه الصيغة والذي بلا شك يعتبر لبنة أساسية وقيمة إضافية للمدرسة المغربية.

وأشاد الأستاذ عبد الله مرجان الكاتب العام لصالون مزغان للثقافة بالمجهودات الجبارة والتعاون الخلاق للمركز  التربوي في شخص مديرته الأستاذة أمال الفارسي ومنسق شعبة اللغة العربية  الأستاذ يونس الإدريسي  وباقي أطر المركز الذين لا يدخرون جهدا في احتضان هذه الأنشطة الثقافية وتوفير الفضاء واللوجستيك، كما رحب من جانبه بالضيفة المحتفى بها  الكاتبة والإعلامية وبالحضور الكريم.
ومن جهته أكد الناقد الدكتور عبدالفتاح الفاقيد في قراءته أن كتاب “كشاف الأسلاف في التاريخ الثقافي العربي” يمكن تصنيفه ضمن قائمة  المراجع 
العربية التي يمكن اعتمادها كقاعدة معرفية للحقلين التعليمي والتربوي، وذلك لكونه من المنجزات الموسوعية والشاملة لمختلف المعارف والعلوم والآداب، إذ يضم بين دفتيه تراجم الشعراء وأشعارهم وأخبار الأدب والأدباء وإبداعاتهم وذكر للعلماء العرب واختراعاتهم وتاريخ الفلاسفة والمفكرين  وإنتاجاتهم وسير المتصوفة والصوفيين ومناقبهم وغيرها من أسماء الأعلام.
إن أهم ميزة  ميزت  مؤلف “كشاف الأسلاف”  هي الارتهان إلى إستراتيجيات الانفتاح والتنويع على غرار ما انتهجته
المصنفات والجوامع  العربية القديمة: كتاب الفهرست  لابن النديم  والذخيرة في محاسن  أهل الجزيزة لابن بسام وغيرها من المؤلفات.
وأوضح الأستاذ الفقيد أن أول ملمح يميز كتاب “كشاف الأسلاف” عنوانه الذي جاء عبارة عن متواليات لغوية طويلة خاضعة لمهارات السبك والتنغيم الصوتي (كشاف – أسلاف)، (الثقافي -العربي )، لقد تم استهلال العنوان بصيغة المبالغة على وزن “فعال” المشتقة من فعل “كشف ” بمعنى أظهر، أما “الأسلاف “فقد ارتبط بعدها الإصطلاحي  والتداولي  بتلك النخبة الصالحة والخيرة من الأجداد، وتكتمل دائرة العنونة بمصطلح “الثقافة ” باعتباره من المفاهيم  الأنتروبولوجيا، والتي جعلت من العناصر التجريبية  والمعرفية والمكتسبات والتقاليد واللغة والدين وغيرها عناصر مؤسسة للفعل الثقافي كما يقول تايلور.
وأبرز الناقد عبدالفتاح الفاقيد في مداخلته القيمة أن اختيار العنوان لم يكن اعتباطيا، بل صادرا عن تقليد أدبي عريق، لأن الكتاب العرب دأبوا على عنونة كتبهم ومصنفاتهم وفق قواعد تركيبية وصوتية تراعي تقنيات السبك وتطريز لغة العناوين بالمحسنات البديعية وبضروب الجناس والمقابلة،  والهدف منها إثارة انتباه المتلقي وتشويقه لقراءة العمل.
وأضاف ذات المتحدث أن “كشاف الأسلاف”  يشمل العديد من الموضوعات والمعارف  الأدبية والعلمية والدينية والفكرية والتي أخضعتها المؤلفة ليلى الدردوري لدوائر التحليل ودعمتها بما يلزم من شواهد وأسئلة وأشعار وأقوال وهو ما أكسب المنجز طابعه الموسوعي وجعله مرجعا للتعليم والتكوين.
وأشار الفاقيد إلى أنه رغم القيمة العلمية والمعرفية للكتاب، إلا أن هناك ملاحظتين منهجيتين، الأولى ترتبط بغياب التوثيق، بحيث تظل العديد من المعلومات والمعارف في حاجة إلى تثبيت أصولها على سبيل الدقة والأمانة العلمية، والثانية تكمن في غياب المصادر والمراجع التي يحتاجها القارئ.
وتفاعلت 
وتفاعلت الأستاذة ليلى الدردوري مع  المداخلات التي اعتبرتها قيمة ووجيهة، وعملت على توضيح بعض التساؤلات التي زادت من إضاءة هذا العمل العلمي التعليمي، وقدمت للمحتفى بها باقة ورد من طرف الطلبة الأساتذة عربون محبة ووفاء لأستاذة لطالما أتحفت تلاميذتها في حقل التدريس، كما أهدى الفنان المقتدر عبد الكريم الأزهر للمحتفى بها لوحة من لوحاته الفنية، حيث اعتاد دائما أن يحتفي بضيوف الصالون.

>متابعة: عبد الله مرجان

Related posts

Top