لقاء فكري حول “المقاولة الثقافية” بالدار البيضاء

عقد المركز المغربي للتكوين والمواكبة بشراكة مع “لاديفا” مؤخرا بالدارالبيضاء، لقاء حول موضوع “المقاولة الثقافية”، تحت عنوان “لنستثمر في الثقافة” وذالك من أجل المناقشة والتشاور وخلق علاقات عمل في ما بين الحاضرين.

 وأفاد مدير المركز أحمد دليل من خلال هذه المناسبة أن الهدف من هذا اللقاء هو التحسيس بدور الثقافة كرافعة للاقتصاد الوطني وتشجيع الشباب على خوض غمار تأسيس المقاولة الثقافية، فضلا عن توفير سبل للاستثمار في المجال الثقافي من خلال التمويلات البنكية، وكذالك عن طريق داعمين يهتمون بالثقافة المغربية.

 وقد شهد اللقاء التواصلي عن موضوع المقاولة الثقافية، تفاعلا كبيرا من خلال المتدخلين والحاضرين الذين أغنوا النقاش بتدخلاتهم، كل من مجاله وموقعه، كما طرح المشاركون أسئلة مكثفة تصب في نفس التوجه، أهمها توجيه أسئلة للمسؤولين بالجماعات الحضرية، عن سبب الأبواب المقفلة للمسارح التي يعمها الصمت المطبق وبعض القاعات السينمائية بالدار البيضاء؟

 من جهته قدم المخرج زكي رشيد عبر تدخله صورة تعكس حالة المسرح المزرية في الوقت الحالي، وكيف كان يتطلع بالأمس القريب حين كان طالبا بالجامعة لمستقبل الثقافة ببلاده، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، وتابع المتحدث يقول كيف لنا أن نطمح ونحلم بالاستثمار في الثقافة ونحن نفتقر للعديد من المؤهلات في هذا المجال؟ وهل لدينا برامج تخدم هذا الغرض؟

 كما ذكر الفنان التشكيلي محمد فرجي في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الثروة الحقيقية في المواهب الفنية تزخر بها المناطق النائية، موجها دعوته إلى المسؤولين للاهتمام اكثر بنشرالثقافة الفنية بالمناطق القروية والنائية، وخلق المزيد من المتاحف حيث تعتبر المقياس الحضاري لكل الدول المتقدمة ثقافيا.

 ووجه أحد الحاضرين أيضا من خلال الندوة سؤالا يهم تطلعات الغد بالنسبة للمسؤولين في المجال؟ فيما كان هناك سؤال يطرح نفسه وهو: هل هناك استعداد للمنتخبين الجماعيين في خلق المزيد من الفضاءات الثقافية ودعم الشباب حاملي المشاريع الثقافية واحتضانها؟

 كما حرص المركز المغربي للتكوين والمواكبة منظم هذا اللقاء التفاعلي، على تقديم شباب حاملي المشاريع التي تهم الشأن الثقافي وعرضها أمام الحضور، سعيا في البحث عن التمويل والمواكبة، من طرف “دار المقاول” التابعة لمؤسسة بنكية، للخروج بنتائج أفضل من هذا اللقاء التواصلي.

 وقد عزز المركز هذا اللقاء التشاوري والتفاعلي في موضوع المقاولة الثقافية بمشاركة المغاربة اليهود، في إطار صيانة تنوع مقومات الهوية المغربية، حيث شاركت رئيسة الجمعية الدولية للمغاربة من أجل التسامح سوزان ابيطان بكلمة عبرت من خلالها على حبها وتقديرها للموروث الثقافي المغربي الغني بكل مقوماته، مؤكدة استعداد الجمعية

لأجل دعم الشباب المهتم بخلق المقاولة الثقافية عبر المملكة المغربية.

فوزية زين الدين

Related posts

Top