لقاء مع الأديب المغربي محمد الأشعري

 عنوان “ثلاث ليال” اختزل فيها ثلاث حقب زمنية في ثلاثة أقسام من الرواية.
 واستعرض الأشعري، في ندوة أقيمت ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الثالثة والعشرين، بشكل موجز مختلف الأحداث التي تختزنها الرواية إضافة للإشكالات الأساسية التي حاول فيها تقريب القارئ من بعض خصوصيات الزمن المغربي خلال حقب مفصلية من تاريخ البلاد.
 وفي هذا الصدد، قال صاحب روايات “جنوب الروح” و”القوس والفراشة” و”علبة الأسماء”، إن الرواية تقدم في ثلاثة أجزاء، تعبر كل واحدة فيها ليلة من الليالي الثلاثة حيث تزامن الأولى عهد الاستعمار وتدور أطوارها حول الباشا الكلاوي، بينما تتعلق الليلة الثانية بالحقبة التي زامنت السنوات الصعاب، فيما تتعلق الأخيرة بالعصر الحديث للمغرب، وذلك في قالب مبتكر يجعل القارئ يعيش “الانتقالات العاصفة” بين الأزمنة الثلاث للرواية.
 وأبرز محمد الأشعري أن الخيط الرابط بين هذه الليالي هو وضع المرأة داخل سياق الأحداث السياسية والاجتماعية لليالي الثلاثة في شخوص “يامنة” و”رحيمو” و”مينة” و”نعيمة” في سرد ينتقل من الواقعية نحو الخيال لتجسيد مأساوية المحظيات خلال مختلف المراحل التاريخية، في أحداث تمزج بين النضال والسلطة والحريم والحرية.
 وأشار إلى أن الرواية ترتبط بأماكن كجامع لفنا وتجعل الحكاية والزمن دعامة أساسية في شخصيات الرواية من خلال سرد ووصف تأثير الزمن على هذه الشخوص، لافتا الى أن الخطابات التأملية أضفت شاعرية استثنائية على النص، وأن كتابة هذه الرواية نابعة من تجارب خاصة وتأملات وأسئلة وقلق، وأن العناوين الموجودة داخل الرواية ذات مغزى خاص.
 وتابع أنه اعتمد في الرواية على الحكاية لإنتاج خطاب سردي، فبينما يتميز الجزء الأول بمناخ شرقي على طريقة حكايات ألف ليلة وليلة، تتميز طبيعة الكتابة في الجزء الثاني بنوع من الخيالية وتخلق عوالم من الفانتازيا، فيما استعمل الكاتب في الجزء الثالث والأخير تقنية السينما التسجيلية داخل فضاء مغلق في محاولة لتسجيل جميع اللحظات التي عاشتها شخوص هذا الجزء.
 وختم الأديب محمد الأشعري بالقول إن الخيوط الحكائية تصهر الحكاية في زمن واحد وضعه الكاتب بين أيدي شخوص الرواية، في محاولة لاستخراج الزمن من خلال مونولوغات لخمسة أشخاص كانوا يحاولون الخروج باستخلاص كيفية الوصول إلى الزمن الحالي استشرافا لزمن آخر.
  صدرت للأشعري عدد من الدواوين الشعرية من بينها “صهيل الخيول الجريحة” 1978، و”عينان بسعة الحلم” 1981، و”يومية النار والسفر” 1983، و”سيرة المطر” 1988، و”مائيات” 1994، وروايات ومجموعات قصصية من بينها “علبة الأسماء” 2015، و”يوم صعب” 1992، و”جنوب الروح” 1996، و”القوس والفراشة” سنة 2010 التي تقاسمت و”طوق الحمام” للسعودية رجاء عالم جائزة البوكر العربية للرواية لعام 2011.
 وقد شغل محمد الأشعري منصب وزير للثقافة في مارس 1998، ثم في الحكومة اللاحقة، وأضيفت له حقيبة الاتصال، ثم عين وزيرا للثقافة عام 2012.

متابعة: عبد العالي بركات > تصوير: عقيل مكاو

Related posts

Top