لماذا تتهرب الأندية من دخول عالم الشركات؟

عاد موضوع الشركات الرياضية، ليطفو من جديد على سطح الأحداث الرياضية، وخاصة كرة القدم.

فخلال نهاية كل موسم، والشروع في الإعداد لموسم آخر، تصعد الجامعة من لهجتها اتجاه “المتقاعسين” من الأندية “المتلكئة” في التطبيق الحرفي للمشروع وإخراجه لحيز الوجود، إلى درجة تعود المتتبعون خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، عودة رئيس الجامعة فوزي لقجع، لحث الأندية على أهمية الانخراط الجدي في مشروع الشركات الرياضية، وكثيرا ما هدد بإقصاء كل ناد لا يرغب في الدخول الفوري لعالم الشركات.

إلا أن تهديد الرئيس لا يأخذ على مأخذ الجد، وأمام توالي المستجدات، وضغط تعاقب الأحداث، فحتى الرئيس يبدى نوعا من الليونة أو التراجع المؤقت، وهكذا دواليك…، ليبقى مشروع الشركات، مجرد حلم صعب التحقيق، رغم المواكبة والمصاحبة، ورغم توصل أغلب الأندية بالدعم المالي المباشر، من طرف الوزارة الوصية.

خلال الاجتماع الذي عقده المكتب الجامعة أول أمس الثلاثاء، عاد موضوع الشركات ليطرح مرة أخرى، وهذه المرة بكثير من التفاصيل والشروط الملزمة، تعتبرها إدارة الجامعة شرطا أساسيا، مقابل السماح بالمشاركة بالبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بقسميها الأول والثاني.

آخر التفاصيل والالتزامات والشروط، جاءت هذه المرة على لسان عبد السلام بلقشور رئيس العصبة الاحترافية، وهى عبارة عن مسودة تم التداول بشأنها، خلال ورشة العمل منظمة الشهر الماضي من طرف العصبة، انبثقت عنها لجنة التتبع للشركات الرياضية،  حيث تم خلال الاجتماع المذكور ، الاتفاق من جديد على ضرورة تفعيل كل بنود إنشاء الشركات.

كما تم الاتفاق أيضا على إرسال مذكرة في الموضوع لكل الأندية من أجل تحويل العقود الرياضية القديمة، من عقود الجمعيات إلى عقود الشركات، وفي حال عدم التطبيق هذا الشرط، لن تسلم للنادي المخالف رخصة الممارسة.

وفي سياق تدخله خلال الاجتماع، أكد بلقشور أن “جميع أندية القسم الوطني الأول تقريبا، خلقت الشركات الرياضية، وتوصلت بالاتفاقية التي ينص عليها القانون 30.09، والتي تعرف بالعلاقة بين الجمعية والشركة، والمصادق عليها من طرف السلطات المعنية، وان نهاية شهر غشت الجاري هو آخر موعد للتطبيق الحرفي والملزم لكل هذه الشروط والالتزامات”.

فهل ينجح الضغط هذه المرة في جعل الأندية تنخرط جديا في مشروع الشركات الرياضية، وهى التي استفادت من المواكبة والمصاحبة، وحتى  الدعم المالي من طرف الجهاز الحكومي؟…

ما علينا إلا ننتظر التاريخ المحدد، لمعرفة مدى تجاوب الأندية هذه المرة مع شروط مشروع، ترى فيه الجامعة وسيلة أساسية للحد -ولو نسبيا- من حالة الفوضى والتسيب والغموض، بينما يرى فيه الكثير من المسيرين تضييقا على “الحريات”…

محمد الروحلي

Top