لماذا لا نفوز بجائزة نوبل للآداب؟

أيام قليلة تفصلنا عن موعد الإعلان عن الفائز أو الفائزة بجائزة نوبل للآداب، منتصف نهار 8 أكتوبر بالضبط.
هل قلت تفصلنا؟ يبدو أننا غير معنيين بهذه الجائزة، نحن المغاربة والعرب بصفة عامة، وإن كان هناك اسم واحد يتكرر كل موعد مع هذه الجائزة دون أن يظفر بها، وأقصد به الشاعر السوري أدونيس.
منذ أكثر من أسبوع، بدأت تنتشر أخبار طريفة، عبارة عن تكهنات بقائمة المرشحين للفوز بها. كل واحد يذكر الإسم المفضل لديه، سواء في الإبداع الروائي أو الشعري، ويتمنى له الفوز. الياباني هاروكي موراكامي، الألباني إسماعيل قداري، الأمريكي فيليب روث.. واللائحة طويلة. لكن الأكاديمية التي تمنح هذه الجائزة الرفيعة لها منطقها الخاص في اختيار الفائز. وفي كثير من المرات كانت تفاجئنا بالإعلان عن اسم لم يكن في الحسبان. على سبيل المثال المغني: بوب ديلان.
لماذا نستبعد أنفسنا من المنافسة على هذه الجائزة؟ هل دب اليأس فينا إلى حد أننا صرنا متيقنين من أي واحد من بيننا ترشح للفوز بها، لا محالة سيكون مآله الفشل.
لعل المغربي الوحيد الذي سبق أن تم ترشيحه لجائزة نوبل للآداب، كان هو الأديب أو بالأحرى المفكر محمد عزيز الحبابي، كان ذلك منذ عدة سنوات، رحل الحبابي وفي نفسه شيء من نوبل. والغريب أنه كلما تم التفكير في ترشيح اسم مغربي آخر، يتم النظر إلى ذلك باعتباره نكتة.
هل فعلا، ليس بيننا من يستحق الترشح لهذه الجائزة ويكون منافسا قويا للظفر بها؟
قطعا لا، هناك كتاب مغاربة عديدون، في السرد الروائي والقصصي وفي الشعر كذلك، من حقهم أن يترشحوا ويأملوا في الفوز.
نقطة الضعف الوحيدة التي تقف حجر عثرة في طريقهم، هي أن أغلب إنتاجاتهم الإبداعية لا تحظى بالترجمة إلى اللغات الحية، بما فيها اللغة السويدية، أخذا بعين الاعتبار أن الأكاديمية التي تحكم الجائزة، يوجد مقرها في السويد.
هناك كتاب مغاربة رحلوا عن دنيانا، وكانوا جديرين بالفوز بجائزة نوبل، لكن لم يرشحوا لها أصلا. ولن يكون بالإمكان ترشيحهم لها، لأنها لا تمنح سوى للأحياء.
حدث هذا ليس في المغرب فحسب، بل في العديد من البلدان العربية، ففي مصر على سبيل المثال، كان هناك قبل نجيب محفوظ – الفائز العربي الوحيد حتى الآن بهذه الجائزة- آخرون كثيرون يستحقونها، لكنهم رحلوا بدورهم دون أن يتم ترشيحهم لها.
في الآونة الأخيرة، بدأ بعض الكتاب المغاربة المحترمين، ينتبهون إلى نقطة الضعف التي أشرت إليها سالفا: محدودية الترجمة.
وباتوا بمجهودات فردية، يربطون علاقات صداقة مع مترجمين من بلدان عديدة، ومن قارات مختلفة، ويحفزونهم على ترجمة إنتاجهم، هكذا يمكن لأصواتهم أن تصل إلى الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل، من يدري؟ قد تكون من نصيب أحدهم في القريب العاجل.

> عبد العالي بركات

Related posts

Top