مؤتمر الصحة العقلية والإدمان.. المشاركون يؤكدون على أهمية التكفل الشامل بالمرضى

احتضنت مدينة مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، المؤتمر الفرنكفوني الأول للصحة العقلية والإدمان، لمناقشة وإبراز أهمية التكفل الشامل بالمصابين بهذه الأمراض، بحضور ثلة من الأطباء المتخصصين في مجال الطب النفسي والإدمان.
واستهدف المؤتمر، الذي نظم تحت شعار “الأمراض المصاحبة.. الأمراض العقلية والإدمان، رعاية متكاملة”، من قبل الجمعية المغربية للصحة العقلية والإدمان بشراكة مع الجمعية الفرنسية للصحة العقلية والإدمان وجامعة القاضي عياض وكلية الطب والصيدلة بمراكش، العمل على تبني مقاربة متعددة التخصصات بطريقة أكثر تأقلما لفهم وتتبع وتقييم ومعالجة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية وإدمانية.
وعرف هذا الملتقى الطبي مشاركة مجموعة من المتخصصين والباحثين في مجال الطب النفسي من دول فرانكفونية، وذلك بهدف تعزيز الجهود المبذولة في مجال علاج الإدمان والاضطرابات العقلية، فضلا عن استعراض الطرق والأساليب الحديثة في علاجها للارتقاء بالخدمات البحثية والعلاجية في هذا المجال، وتبادل الخبرات على المستوى المحلي والعربي والدولي.
وأكد البروفيسور في الطب النفسي بكلية الطب بالدار البيضاء ورئيس الجمعية المغربية للصحة العقلية والإدمان، محمد عكوب، أن هذا المؤتمر شكل مناسبة للمشاركين لمناقشة موضوع الأمراض المصاحبة التي يجمع بين الأمراض النفسية والإدمان، بحسب الأشكال المختلفة، خاصة الوبائية والعصبية والنفسية.
وأضاف أن الأمراض المصاحبة تخلف عددا من المشاكل الحقيقية سواء لدى المرضى، أو الأسر أو المجتمع بالإضافة إلى الطاقم الطبي، مؤكدا على أهمية تبني نماذج جديدة للتكفل بالمريض، من ضمنها نموذج العلاج المندمج، الذي يضمن، من خلال تدخل جماعي لكل الأطباء المعنيين كل حسب تخصصه، التكفل الشامل بالمريض ومواكبته حتى يشفى من سقمه.
ومن جهته، دعا رئيس الجمعية الفرنسية للصحة العقلية والإدمان حسن رحيوي، إلى العمل على إحداث نماذج للتعاون والتشاور للاستجابة للحاجيات المختلفة للمرضى وإعادة استكشاف الطب النفسي ذي البعد الإنساني الذي يأخذ بعين الاعتبار المريض وأسرته والمشاكل الاجتماعية المترتبة عن هذا المرض، معربا عن أمله في أن يشكل هذا الحدث العلمي فرصة لتقاسم التجارب الخاصة بالتحاليل والحلول المقترحة.
أما مديرة مستشفى ابن نفيس التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش فاطمة العسري، فأبرزت، من جانبها، أهمية هذه التظاهرة التي شارك فيها مختصون وخبراء من عدة دول منها فرنسا واسبانيا وسويسرا وايطاليا والجزائر وتونس، لإغناء النقاش حول موضوع يتناول الحالات المرضية النفسية المتداولة وذات الارتباط الوثيق، منها الاضطرابات بسبب الاكتئاب والإدمان.
وناقش المؤتمرون، خلال هذا الملتقى المنظم على مدى ثلاثة أيام، محاور همت على الخصوص “التحديات الجديدة حول الإدمان والصحة العقلية” و”التطور التاريخي للعلاجات المصاحبة والرعاية المتكاملة بين الماضي والمستقبل”.

Related posts

Top