مادورو يحكم سيطرته على فنزويلا وسط مقاطعة واسعة للانتخابات من الأحزاب والناخبين

أشاد الرئيس نيكولاس مادورو الاثنين ببزوغ “فجر جديد” في فنزويلا، أثناء احتفاله بإحكام السيطرة على السلطة بفوزه بغالبية مقاعد البرلمان في انتخابات تشريعية قاطعتها أحزاب المعارضة الرئيسية واتسمت بامتناع واسع عن التصويت ورفض دولي.
فقد منح فوز الحزب الاشتراكي الحاكم في الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد مادورو، السيطرة على الجمعية الوطنية الموسعة المكونة من 227 مقعدا، وهي الهيئة الوحيدة التي كانت خارج نطاق حكمه.
وقال مادورو على تويتر “تستيقظ فنزويلا اليوم على فجر جديد من السلام والفرح والوحدة وتعزيز المؤسسات الديموقراطية”.
وحصل التحالف الداعم لمادورو على 67.7% من أصوات الناخبين البالغ عددهم 5.2 ملايين، وفق ما أعلنت الاثنين رئيسة المجلس الوطني الانتخابي انديرا ألفونزو.
وأوضحت أن قسما صغيرا من المعارضة شارك في الانتخابات حصل على 18% من الأصوات. وكان زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي يعتبر سلطة مادورو غير شرعية، دعا إلى مقاطعة هذه الانتخابات.
ولم تحدد ألفونزو توزيع المقاعد البالغ عددها 227 والتي كان يفترض أن يصوت عليها 20 مليون ناخب مسجل.
ولكن نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 69%، وسط تلبية دعوة أحزاب المعارضة الرئيسية “للبقاء في المنازل”، على نطاق واسع.
واعتبر غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد ويحظى بدعم أكثر من خمسين دولة على رأسها الولايات المتحدة، أن “رفض أكثرية الشعب الفنزويلي كان واضحا (…) فنزويلا أدارت ظهرها لمادورو وفساده”.
وفي الانتخابات التشريعية عام 2015، عندما أنهت المعارضة 15 عاما من هيمنة الحزب التشافي الذي يحمل اسم الرئيس الاشتراكي الراحل هوغو تشافيز على البرلمان، بلغت نسبة المشاركة في التصويت 71% (66.45% عام 2010).
ووصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد، الانتخابات التشريعية في فنزويلا بـ”المهزلة”.
وعاد الاثنين وأكد أن واشنطن ستواصل الاعتراف بالمعارض غوايدو رئيسا لفنزويلا.
وقال بومبيو في بيان “ستواصل الولايات المتحدة الاعتراف بالرئيس الموقت غوايدو وبالجمعية الوطنية الشرعية … لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح لمادورو الذي يتولى السلطة بشكل غير شرعي لأنه سرق انتخابات 2018، بأن يستفيد من سرقة انتخابات ثانية”.
ورد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريزا على بومبيو بالقول إن “ميتا حيا تحدث!” مضيفا “نأمل أن تعود الدبلوماسية إلى وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض” في إشارة إلى هزيمة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وبالإضافة إلى واشنطن، أعلنت منظمة الدول الأميركية الأحد عدم اعترافها بصحة الانتخابات التشريعية التي دعا الاتحاد الأوروبي لكن من دون جدوى، إلى إرجائها معتبرا أنها ليست لا “شفافة” ولا “موثوقة”.
ووصف وزير الخارجية البرازيلي إرنستو أروجو الاثنين عملية الاقتراع بأنها “خدعة انتخابية” حاولت خلالها “دكتاتورية” مادورو “تشريع” سلطتها.
وفي بروكسل، قال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان صدر نيابة عن الأعضاء الـ27 إن الاقتراع الفنزويلي “فشل في الوفاء بالحد الأدنى من المعايير الدولية”.
وكما أعلنت كندا وكولومبيا وكوستا ريكا وبنما الأحد أنها لن تعترف بنتائج الانتخابات.
وفي المقابل، أشادت موسكو بما اعتبرته انتخابات “شفافة”.
وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس أن مراكز الاقتراع كانت غير مزدحمة طوال النهار، باستثناء تلك الواقعة في أحياء كراكاس المؤيدة بشكل علني للحزب التشافي.
وفي سائر أنحاء البلاد، كانت طوابير السيارات أمام محطات الوقود أطول من طوابير الناخبين أمام مراكز الاقتراع، ما يعكس الأزمة الخطيرة التي تمر بها الدولة التي كانت أول منتج للنفط في أميركا اللاتينية.
وقال خوسيه ألبيرتو الذي كان ينتظر منذ ساعات أمام محطة وقود، لفرانس برس “هذا إذلال” مؤكدا أنه لن يصوت.
وترزح فنزويلا تحت وطأة عقوبات اقتصادية أميركية تهدف إلى الإطاحة بخلف تشافيز (1999-2013)، من بينها حظر نفطي مطبق منذ أبريل 2019 يتسبب بنقص في الوقود.
وتشهد البلاد أزمة سياسية واقتصادية عميقة، يخنقها تضخ م متزايد (+4000% سنويا ) وتشلها طوابير لا نهاية لها للحصول على الوقود وأنهكها نقص المياه والغاز والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
إلا أن غوايدو وهو رئيس البرلمان منذ العام 2015، يدعو إلى “توسيع” هذه العقوبات. وسيجري الاثنين “مشاورة شعبية” ينوي الاعتماد عليها لتمديد ولايته إلى ما بعد تاريخ انتهائها في الخامس من يناير.
وباختياره مرة أخرى مقاطعة الاقتراع الذي يعتبر أنه غير مضمون بعد أن قاطع الانتخابات الرئاسية عام 2018 والتصويت على جمعية تأسيسية عام 2017، يجازف زعيم المعارضة بكل شيء في هذه المشاورة الذي لا يمكن التكهن بعواقبها.
ويبدو غوايدو الذي تراجعت شعبيته، واثقا بنفسه. وقال “لدي أكثر من تفاؤل، لدي يقين”، لكن لم يعرف ما إذا كانت السلطات ستسمح بإجراء التشاور الذي دعا إليه.
من جهته، دعا مادورو المعارضة إلى “التخلي عن المسار المتطرف” من أجل “مطالبة إدارة (الرئيس الأميركي الجديد جو) بايدن بصوت واحد برفع كافة العقوبات”.

< أ ف ب

Related posts

Top