ماذا يريد عموتة ؟

أعلنت جامعة كرة القدم عن إجراء المنتخب المحلي مباراتين وديتين خلال الأسبوع الأول من شهر نونبر القادم بنيامي، ضد منتخب النيجر، استعدادا للمشاركة بكأس أمم إفريقيا للمحليين بالكامرون.
ولهذا الغرض استدعى المدرب الحسين عموتة لائحة تتكون من 24 لاعبا قصد الدخول بمعسكر تدربيبي، قبل السفر إلى عاصمة النيجر، مع استثناء لاعبي فريقي الرجاء البيضاوي المقبل على خوض مباراة العودة ضد نادي الزمالك المصري بالقاهرة، ونهضة بركان بحكم خوضهم الأحد الماضي نهاية كأس الإتحاد الإفريقي ضد بيراميدز المصري، وهي المباراة التي عرفت تتويج الفريق المغربي.
إلا أن هناك ملاحظات أساسية حول لائحة عموتة، والتي عرفت حضورا لافتا لأندية على حساب أخرى، كفرق مولودية وجدة والجيش الملكي والفتح الرباطي، وأيضا حسنية أكادير، بينما تم استدعاء لاعب واحد من الوداد، وهو أيمن حسوني، وضافة أيوب الكعبي المرشح للعودة للفريق الأحمر، بعد أن غادره مع نهاية السنة الماضية.
إلا أن مثل هذه الملاحظة تبقى مجرد تفاصيل صغيرة، غير أن الجوهر يكمن في افتقاد الرؤية الواضحة لمسار هذا المنتخب، والأهداف المسطرة من وراء تكوينه، أو بالأحرى، ماذا تريد الجامعة من المشاركة بـ “الشان”، وهى التظاهرة التي لم تجد بعد طريقها الصحيح، نظرا لمجموعة من الإكراهات والتحديات.
والأكيد أن طرح هذا السؤال الجوهري يستمد مشروعيته من الإقصاء الذي طال مجموعة من اللاعبين المتألقين على الصعيد البطولة الوطنية، والذين قدموا طيلة الموسم الكثير من العطاءات المقنعة مع فرقهم، والأكثر لازالت أمامهم مساحة كبيرة من التألق، بحكم صغر سنهم، كرضا سليم، محمد مرابط، نوفل الزرهوني، ايوب لكحل … وغيرهم من اللاعبين الذين يمكن أن يشكلوا إلى جانب العناصر المجربة، وحدة متجانسة قادرة على التنافس، في مواجهة منتخبات القارة، والأكثر من ذلك منحهم فرصة لكسب التجربة والخبرة الدولية المطلوبة.
صحيح أن عموتة تنتظره مهمة أساسية، ألا وهي التنافس على اللقب الذي يوجد بحوزة المنتخب المغربي، وهذه المهمة تتطلب الكثير من الأسبقيات، وأولها الخبرة، لكن إعطاء فرصة للعناصر الصاعدة، تبقى أيضا مهمة حيوية، غير قابلة للتأجيل، والكل يتذكر المشاركة السلبية بدورة رواندا عندما فضل المدرب محمد فاخر، الاعتماد على تشكيلة من اللاعبين المتقدمين في السن، والنتيجة لا هو فاز باللقب، ولا هو منح فرصة للاعبين الشباب، لتصبح الخسارة مزدوجة.
إذن فإيجاد توليفة ذكية من طرف عموتة، تمزج بين خبرة المجربين وطموح الشباب، يبقى مطلبا ملحا في هذه الظرفية، إلا أن التساؤل الذي يطرح في هذه الحالة يتعلق بموقف الجامعة، والهدف الذي تنتظره من المشاركة بدورة الكامرون، وعلى أي أساس تم التعاقد مع المدرب؟
هذا الهدف غير المحدد بوضوح هو ما يجب الإفصاح عنه من طرف عموتة الذي يفترض أن يقدم شروحات ضافية بخصوص الأهداف المسطرة، للإجابة على التساؤلات المطروحة بكثير من روح المسؤولية…

>محمد الروحلي

Related posts

Top