ماذا ينقص بركان؟

أعلن صباح أول أمس الاثنين عن الطلاق بين فريق نهضة بركان والمدرب رشيد الطاوسي، وجاء هذا القرار الذي لم يكن مفاجئا بالنسبة للمتتبعين، بعد الهزيمة أمام المغرب التطواني المتعاقد أخيرا مع المدرب يوسف فرتوت.

هذه الهزيمة دقت ناقوس الخطر داخل الفريق البركاني الذي يعتبر من الفرق القليلة التي تنعم بالاستقرار الإداري والمالي على الصعيد الوطني، وسعى بجد إلى ضمان الاستقرار على المستوى التقني، وعلى هذا الأساس وضعت كامل  الثقة في الطاوسي، إلا أنه فشل في البقاء مدة أطول داخل فريق يبحث بكل قوة، الدخول إلى صنف الكبار من حيث الألقاب والقاعدة الجماهيرية. 

وقد عزز هذا التوجه، بالتأسيس لهيكلة إدارية غير متوفرة حتى لأعرق الأندية وطنيا، كما خططت إدارة الفريق لوضع لبنات بنية اقتصادية تؤهل الرمز الأول لعاصمة الليمون رياضيا، لتكون ضامنة لموارد مالية قارة، والاستغناء عن الاستجداء في كل الاتجاهات، والبحث عن مساعدات عينية ومالية تسمح له بالاستمرار بنفس المستوى، لكن بصفة مؤقتة.

الوصول إلى التأسيس لهيكلة إدارية وموارد قارة، وضمان الاستقرار على مستوى التسيير بطرق  تحترم الأساليب الديمقراطية والوضوح، لابد له من ضمان نتائج في المستوى المطلوب، تفتح آفاقا أكثر رحابة وتحفز أكثر على العطاء، وهذا ما فشل فريق فوزي لقجع حتى الآن في تحقيقه، رغم المجهود المبذول طيلة السنوات الأخيرة.

تعيين رشيد الطاوسي لم يكن قرارا خاطئا، بالنظر إلى قيمة الرجل كإطار وطني مكون على أعلى مستوى، لكن التجربة لم يحالفها التوفيق، لعدة عوامل مختلفة، لا علاقة لها بكفاءة المدرب أو قيمة التسيير داخل الفريق، وبالتالي فإن ما يطرح في هذه الحالة هو البروفايل الخاص بمن يقود السفينة من الناحية التقنية، مع الأخذ بعين الاعتبار نوعية اللاعبين وطريقة اللعب وخصوصيات الأداء، وهذا ما لم يؤخذ بعين الاعتبار قبل التعاقد مع ابن مدينة سيدي قاسم.

فالتدقيق في البروفايل الخاص بالمدرب قبل التعاقد معه، ومراعاة خصوصيات النادي من الناحية التقنية، هو ما تخفق فيه الأغلبية الساحقة من الأندية، وبالتالي فإن تكليف إدارة تقنية بكل ما في الكلمة من معنى، بمهمة متابعة المدربين للتعاقد مع هو أفضل للنادي، يبقى الطريق الأسلم والأنجع، ويعفي أي فريق من تعدد التجارب الفاشلة، مع ما يترتب عن ذلك من ضياع الوقت وإهدار للمال وتخلف عن الركب. 

وعليه، فإن مسؤولي نهضة بركان مطالبون بمراعاة البروفايل الأنسب لفريقهم، قبل الارتباط بمدرب آخر، ونفس المنطلق يجب أن يحكم أي تعاقد جديد لرشيد الطاوسي، دون التفكير أكثر في مسألة العطالة من غيرها …

محمد الروحلي
الوسوم , , ,

Related posts

Top