مارين لوبان تخسر الانتخابات الجهوية الفرنسية

بيان24:مصطفى السالكي
كشفت نتائج الانتخابات عن فشل حزب الجبهة الوطني اليميني المتطرف في الفوز بأي منطقة في الجولة الثانية من الانتخابات الجهوية في فرنسا، فيما حقق الحزب الجمهوري المعارض الفوز في الدورة الثانية بالسيطرة على سبع مناطق.
وبلغت نسبة المشاركة 50.54 في المائة، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية في بيان حول النتائج عممته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتعد هذه النسبة، بحسب المصدر ذاته، عالية مقارنة بنسبة التصويت في الانتخابات قبل خمس سنوات والتي بلغت حينها 43.47 بالمائة. كما تعتبر هذه النسبة عالية أيضا مقارنة بنسبة المشاركة في الجولة الأولى التي جرت الأحد ما قبل الماضي، وبلغت 43.01 بالمائة.
وتشكل انتخابات أول أمس الجهوية اختبارا لوزن القوى السياسية في فرنسا قبل 18 شهرا من الانتخابات الرئاسية.
وبينما اقتصر فوز الاشتراكيين من الحزب الحاكم على خمس مناطق، يرى المراقبون أن هذه النتائج تقي أنصار الرئيس هولاند من هزيمة ساحقة، في الوقت الذي لم تفز فيه الجبهة الوطنية في أي منطقة نتيجة دعوة الاشتراكيين أو الجمهوريين أنصارهم للتصويت لصالح الخصم، وذلك لقطع الطريق أمام الجبهة.
ونتيجة هذه السياسة خسرت زعيمة اليمبن المتطرف مارين لوبين في منطقة نوربا دو كاليه أمام مرشح الجمهوريين كسافييه برتران الذي نال 57.2 بالمائة من الأصوات. Sans titre-13
وسارت باقي الجهات على المنحى ذاته، مقدمة نتائج صادمة لابنة الزعيم لوبان ولليمين المتطرف الذي مني “بهزيمة لم يكن يتوقعها”، يقول خالد الناصري عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية.
والفضل في هذه الهزيمة، يضيف الناصري في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، يرجع بالدرجة الأولى إلى “روح المسؤولية لدى اليسار بقيادة الحزب الاشتراكي الذي فضل التنازل عن ترشيحين في منطقتين حساستين حتى لا يقع تشتت أصوات ما يسمى بالجبهة الجمهورية، أي الائتلاف اليميني بين الأحزاب المسؤولة التي تمارس التناوب على السلطة”.
ورغم هذه الصدمة، خصصت الصحافة الفرنسية حيزا هاما من تغطياتها وتعليقاتها الخاصة بالانتخابات الجهوية، أشارت فيه إلى أن حزب الجبهة اليميني المتطرف يمكنه اعتبار هذه الانتخابات “نصرا لأنه حصل فيها على حوالي 6.6 ملايين من أصوات الفرنسيين، ما يعتبر رقما قياسيا غير مسبوق”.
وهو ما شدد عليه خالد الناصري الذي اعتبر هذا الرقم المحدد لعدد الأصوات التي دعمت اليمين المتطرف “خطرا داهما”، داعيا إلى “الإكثار من توخي الحذر للحد من هذا الزحف غير المرحب به”.
وتمثل هذه النتائج، بحسب الدكتور الحسان بوقنطار،  خيبة أمل كبيرة لمارين لوبان التي كانت تأمل أن تستغل هذه الانتصارات كنقطة انطلاق للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها عام 2017 .
فقد كان حزب الجبهة الوطنية، بعد نيله أعلى نسبة من الأصوات على المستوى الوطني “28 بالمائة مع وصول النسبة إلى 40 بالمائة في الشمال والجنوب”، يأمل، يقول الحسان بوقنطار في تصريح لبيان اليوم، في الفوز بعدد مهم من المناطق الـ 13، مستغلا رفض الفرنسيين للأحزاب السياسية التقليدية العاجزة عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، والخوف الناجم عن اعتداءات باريس الإرهابية في 13 نونبر الماضي.

Related posts

Top