ما هي وكالة الأمن القومي والقيادة السيبرانية في الولايات المتحدة؟

لحكومة الولايات المتحدة، مسؤولة عن مراقبة وجمع ومعالجة المعلومات والبيانات لأغراض المخابرات والمخابرات المضادة وهو مجال معروف باسم مخابرات الإشارة.
بالتوازي مع ذلك، تعدّ وكالة الأمن القومي مسؤولة عن حماية اتصالات حكومة الولايات المتحدة ونظم معلوماتها ضد الاختراق وحرب الشبكات. ومع أن الكثير من برامج وكالة الأمن القومي تعتمد على الجمع الإلكتروني السلبي، إلا أن الوكالة مخولة بالقيام بمهامها بواسطة وسائل سرية نشيطة، من بينها إدخال وسائل مادية في النظم الإلكترونية، ويُدَّعى عليها أيضًا تورطها في التخريب بواسطة البرمجيات التي أخضعتها.
بالإضافة إلى ما سبق، تحتفظ وكالة الأمن القومي بحضور مادي في عدد كبير من البلدان حول العالم، حيث تُدخِل خدمة الجمع الخاصة لأجهزة تنصت في أماكن يصعب الوصول إليها. وتتضمن أساليب خدمة الجمع الخاصة “المراقبة عن قرب، والسرقة، والتنصت عبر الأسلاك، والاقتحام”.
وتعتبر وظيفة التجسس لدى وكالة الأمن القومي جزءا لا يتجزأ من جهاز القوة العسكرية الأميركية. وهذا الجهاز العسكري يعمل داخل سياق التحالفات الاستراتيجية الأميركية، ومن بينها تحالفات عُقدت منذ سنة 1948، وأساسا مع المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

متى تأسست؟

يعود أصل الوكالة إلى وحدة أنشأت لفك شفرات الاتصالات في الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1952 اتخذت اسمها الحالي إبّان عهد الرئيس هاري ترومان. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الوكالة واحدة من أكبر هيئات المخابرات الأميركية من حيث عدد الأفراد والميزانية، عاملة ضمن وزارة الدفاع وترفع تقاريرها إلى مدير المخابرات الوطنية.

مهام القيادة السيبرانية

تتجلى وظيفة القيادة السيبرانية في توحيد عمليات الفضاء الإلكتروني، وتعزيز قدرات الأمن المعلوماتي لوزارة الدفاع، وخبرتها في هذا المجال. وتم إنشاء القيادة الإلكترونية الأميركية في منتصف عام 2009 بمقر وكالة الأمن القومي.
وتنسق القيادة في عملها مع شبكات وكالة الأمن القومي، ويرأسها مدير وكالة الأمن القومي منذ إنشائها. وعلى الرغم من أن القيادة تم إنشاؤها في الأصل لأغراض دفاعية، إلا أنه يُنظر إليها على أنها قوة هجومية.
دوافع الفشل

يُنظر إلى الولايات المتحدة على نطاق واسع على أنها القوة السيبرانية الأقوى في العالم. لكن مع ذلك لم تنجح في استباق محاولات الاختراق في السنوات الأخيرة التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى روسيا.
وكانت الولايات المتحدة قد قررت في شهر سبتمبر 2018 اتخاذ موقف أكثر شراسة في الحرب السيبرانية، التي تتواجه فيها خصوصا مع الصين وروسيا ومنافسين آخرين، وقد أكد جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمن القومي السابق حينها أن “أول استراتيجية إلكترونية مفصلية بالكامل خلال السنوات الـ15” الماضية دخلت الآن حيّز التنفيذ. ومع ذلك لم تثبت الاستراتيجية الأميركية نجاعتها.
وبالنسبة إلى خصوم واشنطن، تشكل الهجمات السيبرانية والقرصنة الإلكترونية إحدى الطرق الفعالة والمدمرة التي يتم استغلالها لإلحاق الضرر بها دون عناء مقارنة بالهجمات المسلحة التي تتطلب مجهودات ومعدات ووقتا أكبر.
وتؤكد أوساط سياسية أميركية فشل واشنطن في حماية أمنها السيبراني وخاصة في السنوات الأخيرة.
وأوضحت صحيفة نيويوريك تايمز تعليقا على الاختراق الأخير، بأنه على مدار السنوات القليلة الماضية، أنفقت الحكومة الأميركية عشرات المليارات من الدولارات على قدرات التجسس الإلكتروني وبناء غرفة حرب عملاقة في فوت ميد، بولاية ميريلاند للقيادة الإلكترونية للولايات المتحدة، مع تثبيت أجهزة استشعار دفاعية في جميع أنحاء البلاد، في نظام أطلق عليه اسم أينشتاين، في دلالة على العبقرية، لردع أعداء أميركا.
لكن حسب رأي الصحيفة فإن هجوم التجسس الروسي الواسع على الحكومة الأميركية والشركات الخاصة الذي بدأ منذ الربيع واكتشفه القطاع الخاص قبل بضعة أسابيع، يعدّ من أكبر الإخفاقات الاستخباراتية في العصر الحديث.
واستنتجت نيويورك تايمز أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة القائمة على الدفاع المسبق، ووضع منارات أميركية في شبكات الخصوم من شأنها التحذير من هجمات قادمة وتوفير منصة للهجمات المضادة، لم تقدم سوى القليل من الردع إلى الروس، الذين عززوا لعبتهم بشكل ملحوظ منذ التسعينات عندما شنوا هجوما على وزارة الدفاع الأميركية عبر ما يسمى بمتاهة ضوء القمر.

Related posts

Top